ولا إشكال في أصالة الصحة من هذه الحيثية ، بحيث لو ادعى كون التكلّم لغوا أو غلطا لم يسمع منه.
الثاني : من جهة أنّ المتكلّم صادق في اعتقاده ، ومعتقد لمؤدّى ما يقوله ، أم هو كاذب في هذا التكلّم في اعتقاده؟ ، ولا إشكال في أصالة الصحة هنا.
فإذا أخبر بشيء جاز نسبة اعتقاد مضمون الخبر إليه ، ولا يسمع دعوى أنّه غير معتقد لما يقوله.
______________________________________________________
(ولا إشكال في أصالة الصحة من هذه الحيثيّة) أي : حيثية القصد واللاقصد ، فإنّه يحمل على القصد وهو معنى الصحة وذلك (بحيث لو ادعى) المتكلّم (كون التكلّم لغوا) ومن باب المزاح ـ مثلا ـ (أو غلطا) ومن باب الاشتباه والسهو ـ مثلا ـ (لم يسمع منه) في باب الاقرار ، وباب التداعي ، وما أشبههما ، وذلك لبناء العقلاء ، وإلّا لملك كل متكلّم أن لا يلتزم بلوازم كلامه ، ويدّعي الغلط والهزل ونحوهما.
(الثاني : من جهة) المطابقة وعدم المطابقة له وهو : هل (أنّ المتكلّم صادق في اعتقاده ، و) بتعبير أدق : هل ان ارادته الجدّية تطابق ارادته الاستعمالية أم لا؟ يعني : هل هو (معتقد لمؤدّى ما يقوله ، أم هو كاذب في هذا التكلّم في اعتقاده؟) سواء في اخباراته كما إذا قال : جاء زيد ، أم في انشاءاته كما إذا قال : انصر زيدا؟ (ولا إشكال في أصالة الصحة هنا) أي : بأن يحمل على التطابق وهو معنى الصحة ، وذلك بأن يقال : انه كان يعتقد مجيء زيد ، ويريد نصرة زيد.
وعليه : (فإذا أخبر بشيء جاز نسبة اعتقاد مضمون الخبر إليه) كما إذا قال ـ مثلا ـ أشهد أن محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فانه يجوز نسبة الإسلام إليه (ولا يسمع دعوى أنّه غير معتقد لما يقوله) فيما إذا أنكره بعد ذلك وقال :