وهذه عادتهم من قديم الوقت إلى حديثه ، فلو لا جواز العمل برواية من سلم عن الطعن لم يكن فائدة لذلك كلّه» ، انتهى المقصود من كلامه ، زاد الله في علوّ مقامه.
وقد أتى في الاستدلال على هذا المطلب بما لا مزيد عليه ، حتى أنّه أشار في جملة كلامه إلى دليل الانسداد ، وأنّه لو اقتصر على الأدلّة العلميّة ، وعمل بأصل البراءة
______________________________________________________
على انّ غيرهم يصح العمل بأخبارهم.
(وهذه عادتهم) أي : عادة أصحابنا (من قديم الوقت الى حديثه ، فلو لا جواز العمل برواية من سلم عن الطعن ، لم يكن فائدة لذلك كلّه) (١) فلما ذا علم الرّجال؟ ولما ذا الجرح والتعديل؟ ولما ذا بيان الموافقة والمخالفة؟ وما إلى ذلك؟.
(انتهى المقصود من كلامه) أي : كلام شيخ الطائفة رحمهالله وما يدّعيه (زاد الله في علوّ مقامه) من الاجماع على العمل بالخبر الواحد ، وبوجوه متعددة ، تقدّم ذكرها فيما سبق.
هذا (وقد أتى في الاستدلال على هذا المطلب) وهو حجّية خبر الواحد (بما لا مزيد عليه ، حتى أنّه أشار في جملة كلامه إلى دليل الانسداد) من انّه لو انسد باب العلم بالأحكام ـ لقلة المتواتر ، والمحفوف بالقرائن القطعية ، والاجماع ، والعقل القطعي ـ لزم مع ذلك أن نعمل بالأخبار ، حتى لا نخرج عن الدّين.
(و) ذلك من المعلوم (أنّه لو اقتصر على الأدلّة العلميّة ، وعمل بأصل البراءة
__________________
(١) ـ عدّة الاصول : ص ٥٨.