فأمّا ما يرويه العلماء المعتقدون للحقّ فلا طعن على ذلك به ، وأمّا ما يرويه قوم من المقلّدة ، فالصحيح الذي اعتقده أنّ المقلّدة للحقّ وإن كان مخطئا في الأصل معفو عنه ، ولا أحكم فيهم بحكم الفسّاق ،
______________________________________________________
بالرّوايات مدركا لهم في اصول الدين ولم يجعلوا مدركهم العقل ، إلّا انّهم من أهل الحق ، وممّن يسمى أهل الحق في الجملة اصطلاحا.
الثالث : أهل العقائد المنحرفة من الفرقة ، كالفطحيّة ، والواقفيّة ، فهم يعدّون من أقسام الشيعة ، وهم ثقاة ، وهؤلاء أيضا يعمل بأخبارهم ، وذلك لثقتهم وكونهم من الطائفة التي يشملهم قولهم عليهالسلام : «ثقاتنا» وما أشبه ، ولكن بشرط عمل الطائفة بأخبارهم.
الرابع : أهل الباطل من الكفار والفساق ونحوهم ، وهؤلاء لا يعمل بخبرهم ، والى هذا الاقسام إشارة بقوله : ـ
(فأما ما يرويه العلماء) الاماميّون العدول ، والثقاة (المعتقدون للحق) عن دليل تفصيلي (فلا طعن على ذلك به) أي : أنّه لا طعن على خبرهم بسبب انه خبر واحد بلا اشكال.
(وأمّا ما يرويه قوم من المقلّدة) الأخباريين الذين يعتمدون في اصول الدين على ما ورد من الأخبار (فالصحيح الذي أعتقده : أنّ المقلّدة للحق وإن كان مخطئا في الأصل) لوجوب الاجتهاد والنظر في الاعتقاديات على المشهور ، بل ادعى العلّامة : الاجماع ، على أنّه لا يكفي التعبّد بالدليل الشرعي في اصول الدين ، إلّا انّه في المقلّدة للحق (معفو عنه ، ولا أحكم فيهم بحكم الفسّاق).
وذلك لوضوح : أنّ أكثرية المسلمين من زمان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الى هذا اليوم ، هم من هذا القسم ، أي : من الذين لا يعرفون الأدلة القطعية والبراهين المنطقية لاثبات