عمّن يروي عن الضّعفاء ، ويعتمد المراسيل ، وان كان ثقة في نفسه ، كما اتفق بالنّسبة إلى البرقي.
بل يتحرّزون عن الرّواية عمّن يعمل بالقياس ، مع أنّ عمله لا دخل له بروايته ، كما اتّفق بالنّسبة إلى الإسكافي ، حيث ذكر في ترجمته إنّه كان يرى القياس ، فترك رواياته لاجل ذلك ، وكانوا يتوقّفون في روايات من كان على الحقّ فعدل عنه ، وإن كانت كتبه ورواياته حال الاستقامة ،
______________________________________________________
لا يروون (عمّن يروي عن الضّعفاء ، ويعتمد المراسيل ، وإن كان ثقة في نفسه) فكانوا لا يعتمدن بما يرويه عن الثّقاة ، بسبب إنّه قد يروي عن الضّعفاء ويعتمد المراسيل ، مع وضوح : إن الرّواية عن الضّعفاء واعتماد المراسيل لا يوجب كون الرّاوي كاذبا لا يعتنى برواياته حتّى فيما يرويه عن الثّقاة ، لكنهم تورّعا ما كانوا يروون عن مثله (كما اتّفق بالنّسبة إلى البرقي) فإنّ البرقي وإن كان من الأجلّة ، لكنّه حيث كان يعتمد المراسيل ويروي عن الضّعفاء تركوا رواياته ، بل بعض أعاظم قم أخرجه منها لهذه الجهة.
(بل يتحرّزون عن الرّواية عمّن يعمل بالقياس ، مع إن عمله) بالقياس (لا دخل له بروايته ، كما اتّفق بالنّسبة إلى الإسكافي) : ابن الجنيد ، فقد كان من العامّة ، ثمّ صار من فقهاء الشّيعة ، لكنّه حيث بقي على اعتقاده بالقياس لم يرو القوم عنه ، مع ما كان عليه من كمال الوثاقة (حيث ذكر في ترجمته) في كتب الرّجال (إنّه كان يرى القياس ، فترك رواياته لاجل ذلك) الّذي كان يعتقده من القياس.
(وكانوا يتوقّفون في روايات من كان على الحقّ ، فعدل عنه) إلى مذهب فاسد في أصول الدّين (وإن كانت كتبه ورواياته) قد كتبها ورواها (حال الاستقامة ،