ظاهر كلام صاحب الكفاية رحمهالله ان كلا الوجهين ممكن من الناحية النظرية ، لانّ اداة العموم اذا كانت موضوعة لاستيعاب ما يراد من المدخول (١) تعيّن الوجه الاوّل ، لان المراد بالمدخول لا يعرف حينئذ من ناحية الأداة بل من قرينة الحكمة ، واذا كانت موضوعة لاستيعاب تمام ما يصلح المدخول للانطباق عليه تعيّن الوجه الثاني ، لان مفاد المدخول (٢) صالح ذاتا للانطباق على تمام الافراد فيتمّ تطبيقه عليها فعلا بتوسّط الأداة مباشرة. وقد استظهر ـ بحقّ ـ الوجه الثاني (٣).
وقد يبرهن على إبطال الوجه الاوّل ببرهانين :
البرهان الاوّل : لزوم اللّغوية منه ، كما تقدّم توضيحه في الحلقة السابقة (٤).
__________________
(١) وبهذا استدلّ المحقق النائيني رحمهالله راجع الاجود ج ١ ص ٤٤١.
(٢) اي مفهوم «عالم» في مثال «اكرم كل عالم».
(٣) راجع اسفل ص ١٥٦ من محاضرات السيد الخوئي ج ٥.
(٤) برهان «لزوم اللغوية» هذا هو للسيد الخوئي رحمهالله ، وبيانه اننا اذا قلنا بالاحتياج الى اجراء قرينة الحكمة لاستفادة الشمول يصير استعمال لفظة «كل» الموضوعة للشمول بلا فائدة ح وسيصير قولنا «اكرم كل عالم» بمثابة قولنا «اكرم العالم» في عدم استفادة الشمول فيهما الّا بعد اجراء قرينة الحكمة ، مع اننا نشعر بالوجدان استفادة الشمول والاستغراق من نفس لفظة «كل عالم» بخلاف كلمة «العالم».