وقد يقال إن
انقسام العموم الى هذه الاقسام انما هو في مرحلة تعلّق الحكم به ، لان الحكم ان كان متكثّرا بتكثّر الافراد فهو استغراقي ،
وان كان واحدا ويكتفى في امتثاله بايّ فرد من الافراد فهو بدلي ، وان كان يقتضي
الجمع بين الافراد فهو مجموعي.
ولكن الصحيح ان
هذا الانقسام يمكن افتراضه بقطع النظر عن ورود الحكم ، لوضوح الفرق بين التصوّرات
التي تعطيها كلمات من قبيل «جميع العلماء» و «أحد العلماء» و «مجموع العلماء» حتى
لو لوحظت بما هي كلمات مفردة وبدون افتراض حكم ، فالاستغراقية والبدلية والمجموعية
تعبّر عن ثلاث صور ذهنية للعموم ينسجها ذهن المتكلّم وفقا لغرضه توطئة لجعل الحكم
المناسب عليها .
__________________
__________________
(*) ويمكن الجمع
والتوفيق بين كلامي صاحب الكفاية وسيدنا المصنف رحمهماالله بان يقال بان نظر الاوّل الى مرحلة الحكم والثاني الى
مرحلة الموضوع السابقة على مرحلة الحكم ، وح يصحّ كلا الكلامين.