اللفظ حينئذ مجملا؟
يقول سيدنا الشهيد رحمهالله ـ وهو على حقّ فيما قال ـ «انه لا شك في كون المفهوم من هذا المثال ونحوه هو خصوص المتلبّس بالمبدإ» ، اي اننا نفهم انها زوجته فعلا ، وكذا اذا قيل «زيد كاتب» او «قاض» ونحوها من الحرف فاننا نفهم منها خصوص المتلبّس بالحرفة لا من انقضت عنه ايضا ، ولا يؤثر نومه ونحوه على بقاء حرفته وملكته كما هو واضح.
دليلنا ـ اضافة الى التبادر ـ صحّة السلب عمن زال عنه التلبس بالمبدإ ، فيصحّ ان يقال لمن زال عنه منصب القضاء مثلا : هذا ليس قاضيا ، ولمن طلّقت : هذه ليست زوجة فلان ، وهكذا ...
ولنا ان نفسّر سبب هذا التبادر بتفسير تحليلي وذلك بأن نقول : ان المشتق يحتوي على مبدأ وهيئة فقط ، والمبدأ كالقضاء ونحوه ، والهيئة هي كيفية نسبة المبدأ الى الذات وانه مثلا هو القاضي لا المقضي عليه او ان فلانا الذي ضرب زيدا والذي نطلق عليه صفة الضارب هو الذي وقع منه مبدأ الضرب وانّ زيدا ـ المضروب ـ هو الذي وقع عليه الضرب ، فلا يفهم من المشتق قيد زمان ما ، لا زمان حال النطق ولا زمان التلبس بالمبدإ في الماضي ، فلا يفهم من العبارة إذن زمان ما ، اضافة الى انه إذا قيل «زيد قاض» لا يفهم منها معنى «زيد كان قاضيا» لانّ هذا التصوّر يحتاج الى مئونة زائدة ، بخلاف ما لو اراد زمان النطق فانه لا يحتاج الى لفظة كان ولا الى تقدير شيء ، وبما انّ الاهمال اي عدم لحاظ زمان التلبس غير متعارف عند المتكلم العاقل ، بل مستحيل على الباري تعالى فيتعيّن ارادة التلبس في زمان النطق.