__________________
الاعتقاد وكان في الواقع ممن حكمه القتل ككونه كافرا حربيا مثلا فلا شك في حسن هذا الفعل في الواقع ، او كما لو اطعم شخصا طعاما يعتقد انه مسموم فبان انه غير مسموم وان الشخص كان فقيرا جائعا وقد انقذ حياته بهذا الاطعام ... الخ ففي مثل هذا الحالات لا شك في حسن ذات الفعل ـ خلافا لسيدنا الشهيد (قدسسره) في تقريراته ج ٤ ص ٣٦ ـ رغم قبح القصد والنّية ، فانّ القصد والنيّة امران خارجان عن حقيقة الفعل كما هو واضح للمتأمّل.
نعم هذا الشخص المتجرّئ على مولاه يستحقّ العقاب بلا شك وقد ذكروا في تقريب ذلك عدّة وجوه نكتفي بذكر احد الوجوه العقلية والدليل النقلي :
١ ـ (الدليل العقلي) : وهو ما ذكره هنا السيد المصنف رحمهالله وذكره ايضا في تقريراته وهو كون «القطع بالتكليف تمام الموضوع لحقّ الطاعة» ، بمعنى انه إذا قطع بتكليف فقد وجبت عليه الاطاعة والعمل بمقتضى قطعه واعتقاده ، فمن حقّ المولى على عبده ـ كما قال (قدسسره) في تقريراته ـ ان يطيعه «ويقوم بأدب العبودية والاستعداد لاداء الوظيفة التي يأمره بها وليس بملاك تحصيل مصلحة له او عدم الاضرار به كما في حقوق الناس» فانّ الله تعالى لا يتضرّر ولو عمّ الظلم والفساد والقتل أرجاء المعمورة ، ولا ينتفع الله تعالى باي عمل يقوم به الناس ولو عبدوه كلهم ليلا ونهارا ، فالمصالح والمفاسد راجعة الى العباد فقط وانّ الله غني عن العالمين ، (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) ، فالاعتداء ـ كما يقول السيد الشهيد ـ «انما يكون بلحاظ نفس حقّ الطاعة وادب العبوديّة ، ومن الواضح ان مثل هذا الحقّ الاحترامي يكون تمام موضوعه نفس القطع بتكليف المولى او مطلق تنجّزه ولو بامارة حجّة لا واقع التكليف ، فلو تنجّز التكليف على العبد ومع ذلك خالف مولاه كان بذلك قد خرج عن ادب العبوديّة واحترام مولاه ولو لم يكن تكليف واقعا».
وما ذكره (قده) كلام صحيح ، وهو مبيّن في القرآن الكريم والسنّة الشريفة.
٢ ـ (الدليل النقلي) : وهو عبارة عن مجموعة من الآيات الكريمة والروايات الشريفة : اما الآيات :