المقدمة الثالثة : ان الموضوع المركب من شيئين على أقسام : اذ ربما يكون مركبا من جوهرين ، وقد يكون مركبا من عرضين ، وثالثة مركبا من جوهر وعرض ، ولا رابع ، فان كان مركبا من جوهرين كما لو كان مركبا من وجودي زيد وبكر ، فتارة يكون كلاهما محرزا بالوجدان واخرى يكون كلاهما محرزا بالأصل وثالثة يكون احدهما محرزا بالوجدان وثانيهما محرزا بالأصل ومثله ما يكون الموضوع مركبا من عرضين فانه ربما يحرزان بالوجدان واخرى يحرزان بالأصل وثالثة يحرز احدهما بالوجدان ويحرز الآخر بالأصل وفي هذا القسم تارة يكون العرضان عرضين لموضوع واحد كما لو كان مجموع علم زيد وعدالته موضوعا للحكم كجواز التقليد مثلا واخرى يكون كل واحد من العرضين عرضا لموضوع كما في موت زيد واسلام وارثه ولا فرق فيما ذكرنا بين القسمين المذكورين وأما اذا كان الموضوع مركبا من جوهر وعرض فتارة يكون مركبا من جوهر وعرض لجوهر آخر كما لو كان الموضوع مركبا من وجود زيد وعدالة بكر ففي هذه الصورة الكلام هو الكلام الجاري في سابقها ، وأما ان كان الموضوع مركبا من وجود جوهر وعرض ذلك الجوهر كوجود زيد وعدالته مثلا ففي هذه الصورة ان كان الوجود النعتي له حالة سابقة يمكن ابقاء تلك الحالة بالاستصحاب وأما ان لم تكن له حالة سابقة فلا مجال لجريان الاستصحاب ، وبعبارة واضحة ان كان المأخوذ في الموضوع وجود الجوهر وعرضه فيكون المأخوذ في الموضوع الوجود النعتي ان كان المأخوذ وجود النعت ويكون المأخوذ فيه العدم النعتي ان كان المأخوذ فيه العدم النعتي فان كانت لمجرى الأصل حالة سابقة يجرى الاستصحاب وأما اذا لم تكن له حالة سابقة فلا مجال لجريان الأصل واستصحاب العدم المحمولي لا يثبت العدم النعتي الا على القول بالمثبت الذي لا نقول به.
اذا عرفت ما تقدم نقول : اذا قال المولى «كل مرأة تحيض الى خمسين