وصف خمر ونحوه مما حرمه الله تعالى.
وقال ابن جريج : سألنا عطاء عن الغناء بالشعر فقال : لا أرى به بأسا ما لم يكن فحشا وهذا يشير إلى ما ذكرناه ، وعلى مثل ذلك يحمل ما روى فيه عن عروة بن الزبير وغيره من التابعين من الرخصة.
وقال إسحاق بن منصور (الكوسج) قلت لأحمد بن حنبل : ما تكره من الشعر قال : الهجاء والشعر الرقيق الّذي يشبب بالنساء ، وأما الكلام الجاهلى فيما أنفعه قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن من الشعر لحكمة» (١).
قال إسحاق بن راهويه : كما قال ، وقد كان النبي صلىاللهعليهوسلم يسمع شعر حسان وغيره واستنشد من شعر أمية بن أبى الصلت (٢) فمن استدل بشيء من ذلك على إباحة الغناء المذموم فقد غلط وقد روى المنع من الغناء عن خلق التابعين فمن بعدهم حتى قال الشعبى : لعن المغنى والمغنى له وكان أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمهالله وهو من أعلام التابعين وأحد الخلفاء الراشدين يبالغ فى إنكار الغناء والملاهى ويذكر أنها بدعة فى الإسلام وكفى بأمير المؤمنين قدوة ...
وروى ابن أبى الدنيا بإسناد له : أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى مؤدب ولده : ليكن أول ما يعتقدون من أدبك ، بغض الملاهى ، التى بدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن جل جلاله ، فإنه بلغنى عن الثقات من حملة العلم أن حضور المعازف واستماع الأغانى واللهج بها ينبت النفاق فى القلب كما ينبت النبت الماء (٣).
وقد حكى زكريا بن يحيى الساجى فى كتابه اختلاف العلماء : اتفاق العلماء على النهى عن الغناء إلا إبراهيم بن سعد المدنى وعبيد الله بن الحسن العنبرى قاضى البصرة ، وهذا فى الغناء دون سماع آلات الملاهى فإنه لا يعرف عن أحد
__________________
(١) رواه أحمد ١ / ٢٦٩ ، ٣ / ٤٥٦ ، والبخارى ١٠ / ٥٣٧ وغيرهما.
(٢) انظر : صحيح مسلم ٤ / ١٧٦٧.
(٣) رواه ابن الجوزى بسنده من طريق ابن أبى الدنيا. تلبيس إبليس ص : ٢٣٥.