قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المسائل والرسائل المرويّة عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة [ ج ٢ ]

المسائل والرسائل المرويّة عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة

المسائل والرسائل المرويّة عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة [ ج ٢ ]

الموضوع :العقائد والكلام

الناشر :دار طيبة للنشر والتوزيع

الصفحات :504

تحمیل

المسائل والرسائل المرويّة عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة [ ج ٢ ]

138/504
*

من غير قصد للقسم ، وأن النهى إنما ورد فى حق من قصد حقيقة الحلف وأنى يوجد ذلك؟.

الثالث : أن مثل هذا يقصد به التأكيد لا التعظيم إنما وقع النهى عما يقصد به التعظيم.

قلت : وهذا أفسد من الّذي قبله ، وكأن من قال ذلك لم يتصور ما قال ، فهل يراد بالحلف إلا تأكيد المحلوف عليه بذكر من يعظمه الحالف والمحلوف له؟.

فتأكيد المحلوف عليه بذكر المحلوف به مستلزم لتعظيمه.

وأيضا فالأحاديث مطلقة ليس فيها تفريق ، وأيضا فهذا يحتاج إلى نقل أن ذلك جائز للتأكيد دون التعظيم وذلك معلوم.

الرابع : أن هذا كان فى أول الأمر ثم نسخ ، فما جاء من الأحاديث فيه ذكر شيء من الحلف بغير الله فهو قبل النسخ ثم نسخ ذلك ونهى عن الحلف بغير الله. وهذا الجواب ذكره الماوردى. قال السهيلى : أكثر الشراح عليه ، حتى قال ابن العربى : روى أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يحلف بأبيه حتى نهى عن ذلك. قال السهيلى : ولا يصح ذلك ، وكذلك قال غيرهم.

وهذا الجواب هو الحق ، يؤيده أن ذلك كان مستعملا سائغا حتى ورد النهى عن ذلك كما فى حديث ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أدرك عمر ـ ذكر الحديث ـ وعنه أيضا قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله» وكانت قريش تحلف بآبائها فقال : «ولا تحلفوا بآبائكم» رواه مسلم (١). وعن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال : حلفت مرة باللات والعزى ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ثم انفث عن يسارك ثلاثا وتعوذ ولا تعد». رواه النسائى (٢)

__________________

(١) فى الصحيح ٣ / ١٢٦٧.

(٢) سنن النسائى ٧ / ٧ ـ ٨.