بشرط لا قلت بعدم تماميّة كلامه وهذا مناف مع ما قلت في هذا المقام ، لأنّك فرضت بأنّ كلّا من الأقل والأكثر مقيّد بعدم الزيادة ، وهذا معنى كون الأقل مأخوذا بشرط لا.
نقول بأنّه قد مضى في مطاوي كلماتنا أنّ المقام يكون لبّا من قبيل المتباينين ، وأنّه ليس في كلّ مقام الأمر كذلك ، بل ظاهر الأقل والأكثر مع قطع النظر عن الدليل الخارجي هو كونه متعلّقا للوجوب بدون قيد عدم الزيادة ، بل الواجب نفس الأقل فلأجل ذلك بعد ما نرى ظاهر الدليل المثبت للحكم نحكم بكونه واجبا بلا حد ، ولأجل هذا في مورد الشكّ بين الأقل والأكثر نحكم بالبراءة وعدم وجوب إتيان المقدار الزائد المشكوك.
وأمّا لو فرض في مورد بأنّا فهمنا من الدليل أنّ الحدّ مأخوذ في الأقلّ والأكثر أو في طرف الزيادة فلا نلتزم بالبراءة أبدا ، ولذا ترى بأنّ مع التزامنا بالبراءة في الأجزاء والشرائط مع ذلك في بعض الموارد التي كان الحدّ مأخوذا لا نلتزم بالبراءة ، فافهم.