صح أنّ كل ما
قالوا محال وباطل وسخف لا يقبله إلّا مخذول.
ولا يمكنهم ادعاء
وجود شيء من هذا في كتب الأنبياء أصلا.
وأيضا فإنهم
يضيفون إلى ذكرهم الأب والابن وروح القدس شيئا رابعا وهو الكلمة ، وهي المتحدة
عندهم بالإنسان ، الملتحمة في مشيمة مريم عليهاالسلام. فإنّ أمانتهم التي اتفقوا عليها كلهم هي كما نورده نصا : «نؤمن
بالله الأب مالك كل شيء ، صانع ما يرى وما لا يرى ، وبالرّب الواحد يسوع المسيح ،
بكر الخلائق كلها ، وليس بمصنوع. الإله حق من الإله حق ، من جوهر أبيه الذي بيده
أتقنت العوالم كلها وخلق كل شيء ، الذي من أجلنا معشر الناس ، ومن أجل خلاصنا نزل
من السماء ، وتجسد من روح القدس ، وصار إنسانا ، وولد من مريم البتول ، وألم وصلب
أيام «قيطوش بلاطش » ، ودفن وقام في اليوم الثالث ، كما هو مكتوب ، وصعد إلى
السماء ، وجلس عن يمين الأب ، وهو مستعد للمجيء تارة أخرى للقضاء بين الأموات
والأحياء. ونؤمن بروح القدس الواحد ، روح الحق الذي هو مشتق من أبيه روح محبة ،
وبمعمودية واحدة لغفران الخطايا ، وبجماعة قدسية سليحية جاثليقية ، وبقيامة
أبداننا ، وبالحياة الدائمة إلى أبد الآبدين».
وقال في أول إنجيل
«يوحنا التلميذ» : «في البدء كانت الكلمة ، والكلمة عند الله ، والله كان الكلمة».
قال «أبو محمد»
رضي الله عنه : فهذه أقوال إذا تأملها ذو عقل علم أنها وساوس أو جنون ملقّى من
الشيطان لا يمتحن به إلّا مخذول مشهود له ببراءة الله تعالى منه.
ويقال لهم :
الكلمة هي الأب؟ أو الابن أو روح القدس؟ أم شيء رابع؟
فإن قالوا : شيء
رابع. فقد خرجوا عن التثليث إلى التربيع.
وإن قالوا : إنها
أحد الثلاثة ، سئلوا عن الدليل على ذلك ؛ إذ الدعوى لا يعجز عنها أحد.
ثم يقال لهم :
الأب هو الابن أم هو غيره؟
فإن قالوا : هو
غيره ، سئلوا أيضا :
من الملتحم في
مشيمة مريم؟ المتحد مع طبيعة المسيح ، الأب أم الابن؟ فإن قالوا : الابن. فقد بطل
أن يكون هو الأب ، وخالفوا «يوحنا» إذ يقول في أول إنجيله : إن
__________________