وفي توراتهم عند ذكر أولاد «عيسو» خبال شديد ، وتخليط في الأسماء والوالدات ، إلّا أنه ربما خرّج على وجوه بعيدة ضعيفة ، فلم نعتن بإيراده لذلك. ولكن نبهنا عليه فالأظهر الأغلب فيه الكذب وأنه إيراد جاهل بتلك القضية بلا شك. وبالله تعالى نستعين.
فصل
ذكر بيع يوسف عليهالسلام
ثم ذكر بيع إخوة يوسف ليوسف ، وأن إخوته كانوا مجتمعين حينئذ يرعون أذوادهم. ثم قال : «وفي ذلك الزمان اعتزل «يهوذا» عن إخوته وكان مع رجل من أهل «عدلّام» يدعى اسمه «حيرة» فبصر في ذلك الموضع بابنة رجل كنعاني اسمه «شوع» فتزوجها وضاجعها فحملت وولدت ولدا اسمه «عيرا» ثم حملت ووضعت ثانيا وسماه «أونان» ، ثم حملت ووضعت ثالثا وسمته «شيلة» ثم أمسكت عن الولد فزوج «يهوذا» «عيرا» بكر ولده امرأة ، وكان «عيرا» بكر «يهوذا» مذنبا بين يدي السيد ، ولذلك قتل. فقال «يهوذا» لابنه «أونان» : «ادخل إلى امرأة أخيك وضاجعها لتحيي نسله» فلما علم أنه لا ينسب إليه من ولد منها دخل إلى امرأة أخيه وكان يعزل عنها لئلا يولد لأخيه منه ، ولذلك أهلكه السيد للفاحشة التي اطلع عليها منه فعند ذلك قال «يهوذا» «لثامار» كنّته كوني أرملة في بيت أبيك إلى أن يكبر ابني «شيله». وكان يتوقع أن يصيبه من الموت ما أصاب أخاه إن ضاجعها ، فسكنت في بيت أبيها ، وبعد أيام كثيرة توفيت بنت «شوع» امرأة «يهوذا» فتصبّر «يهوذا» وتسلى عن حزنها. وتوجه إلى جزّاز أغنامه مع «حيرة» صديقه العدلامي إلى «تمنة». وقيل «لثامار» إن ختنك صاعد إلى «تمنة» ليجزّ أغنامه ، فألقت عن نفسها ثياب الأرامل وتقنعت وقعدت في مجمع الطرق المسلوكة إلى «تمنة» فعلت ذلك مذ كبر «شيلة» ولم تزوج مه. فلما رآها «يهوذا» ظنها زانية ، وكانت غطت وجهها لئلا تعرف فمال إليها ، وقال : ائذني لي في مضاجعتك ، وكان يجهل أنها كنته. فقالت له : ما ذا تعطيني إن أمكنتك من مضاجعتي؟ قال لها : أبعث إليك جديا من الغنم ، فقالت : نعم ، إن أعطيتني رهنا إلى أن تبعث ما وعدت. فقال لها : «يهوذا» : وما أرهنه لك؟ قالت : ارهن لي خاتمك وحزامك والعصا التي بيدك. فحبلت من مضاجعة واحدة ، ثم انطلقت وألقت الشكل التي كانت فيه ، وعادت إلى شكل الأرامل ، وبعث «يهوذا» الجدي مع صديقه العدلامي ليأخذ من المرأة الرهن الذي