وهي لفظة تقع في العبرانية على الأخت وعلى القريبة ، فقلت : يمنع من صرف هذه اللفظة إلى القريبة هاهنا قوله : «لكن ليست من أمي وإنما بنت أبي». فوجب أنه أراد الأخت بنت الأب. وأقل ما في هذا إثبات النسخ الذي تفرون منه. فخلط ولم يأتي بشيء.
فصل
إبراهيم عليهالسلام له أكثر من زوجة
ثم ذكرت (١) موت سارة وقال : «تزوّج إبراهيم عليهالسلام امرأة اسمها «قطورة» وولدت له «زمران» و «يقشان» و «مدان» و «مديان» و «يشبق» و «شوحا» وأعطى إبراهيم جميع ماله لإسحاق ، وأعطى بني الإماء عطايا وأبعدهم عن إسحاق».
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : هذا نص الكلام كله متتابعا مرتبا ، ولم يذكر له زوجة في حياة «سارة» ، ولا أمة لها ولد إلا «هاجر» أم إسماعيل عليهالسلام ، ولا ذكر له بعد سارة زوجة ولا أمة ، ولا ولدا غير «قطورة» وبنيها ، وفي كتبهم أن «قطورة» هذه بنت ملك «الربذ» وهو موضع «عمان» اليوم بقرب البلقاء (٢) ، وهذه أخبار يكذب بعضها بعضا.
فصل
ثم ذكر أن «رفقة» بنت شوال بن تارح زوجة إسحاق عليهالسلام كانت عاقرا. قال فشفعه الله وحملت ، وازدحم الولدان في بطنها وقالت : لو علمت أن الأمر هكذا كان يكون ما طلبته. ومضت لتلتمس علما من الله عزوجل. فقال لها : في بطنك أمّتان وحزبان يفترقان منه ، أحدهما أكبر من الآخر ، والكبير يخدم الصغير. فلما كانت أيام الولادة إذا بتوأمين في بطنها وخرج الأول أحمر كله كفروة من شعر فسمي «عيسو» وبعد ذلك خرج أخوه ويده ممسكة بعقب «عيسو» فسماه «يعقوب».
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : لا مئونة على هؤلاء السفلة في أن ينسبوا
__________________
(١) أي التوراة.
(٢) البلقاء : كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى قصبتها عمّان ، وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة (مراصد الاطلاع : ص ٢١٩).