كيلا يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة ويأكل ويحيا إلى الدّهر فطرده الله من جنات عدن».
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) :
حكايتهم عن الله تعالى أنه قال هذا آدم قد صار كواحد منّا مصيبة من مصائب الدّهر ، وموجب ضرورة أنهم آلهه أكثر من واحد ، ولقد أدّى هذا القول الخبيث المفترى كثيرا من خواص اليهود إلى الاعتقاد أن الذي خلق آدم لم يكن إلّا خلقا خلقه الله تعالى قبل آدم ، وأكل من الشجرة التي أكل منها آدم فعرف الخير والشر ، ثم أكل من شجرة الحياة فصار إلها من جملة الآلهة ، نعوذ بالله من هذا الكفر الأحمق ، ونحمده إذ هدانا للملّة الزاهرة الواضحة التي تشهد سلامتها من كل دخل (١) بأنّها من عند الله تعالى.
فصل
وبعد ذلك ، «وأسكن في شرقيّ جنّة عدن الكروبيم ، ولهيب سيف متقلب بحراسة شجرة الحياة».
ورأيت في نسخة أخرى منها : «ووكل بالجنان المشتهر «إسرافيل» ونصب بين يديه رمحا ناريا ليحفظ طريق شجرة الحياة».
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : إن لم يكن أحدهما خطأ من المترجم وإلا فلا أدري كيف هذا؟
فصل
عن قاتل قابيل
وبعد ذلك قال الله تعالى : «كل من قتل قابيل يقاد به إلى سبعة». ولا تناكر بين جميعهم في أن «لامك بن متوشائيل» بن محويائيل بن عيراد بن حنوك بن قابين (٢) «هو
__________________
والنجوم الزاهرة (٣ / ٢٩٧ ـ ٢٩٨) والفهرست لابن النديم (١ / ١٣٠) وكشف الظنون (ص ٤٠٢ ، ٩٤٦ ، ٩٥٩ ، ٩٨٦ ، ١٠٦٨ ، ١٠٧٨ ، ١٤١٥ ، ١٩٤٥ ، ١٩٧٣).
(١) الدّخل : الفساد والعيب (المعجم الوسيط : ص ٢٧٥).
(٢) كذا جاءت في هذا الموضع وفي المواضع التي تليه في هذا الفصل «قابين» بالباء بعد القاف