ذلك الإنجيل الذي أخبر المسيح بأنه أتاهم به ، وأمرهم بالدعاء إليه قد ذهب عنهم لأنهم لا يعرفون له أصلا. هذا لا يمكن سواه.
والفصل الثاني قولهم : إنه وعد كل من آمن بدعاء التلاميذ فإنهم يتكلمون بلغات لم يعرفوها ، وأنهم ينفون الجنّ عن المجانين ، وأنهم يضعون أيديهم على المرضى فينقهون ، وأنهم يقلعون الثعابين ، وإن شربوا شربة قتالة لا تضرّهم.
قال أبو محمد : وهذا وعد ظاهر الكذب جهارا ، ما منهم أحد يتكلم بلغة لم يعلمها ، ولا منهم أحد ينفى جنيّا ، ولا منهم أحد يضع يده على مريض فيبرأ ، ولا منهم أحد يقلع ثعبانا ، ولا منهم أحد يسقى السمّ فلا يؤذيه ، وهم معترفون بأن يوحنا صاحب الإنجيل قتل بالسمّ ، وحاشا لله أن يأتي نبي بمواعيد خاسئة كاذبة ، فكيف الإله؟!
فاعلموا أن الأنذال الذين كتبوا هذه الأناجيل أسهل شيء عليهم نسبة الكذب إلى المسيح عليهالسلام.
فصل
وبعد هذا الفصل متصلا به : «والرّبّ لما أن تكلم بهذا قبض إلى السماء ، وجلس عن يمين الله».
قال أبو محمد : هذا شرك أحمق ، رب يقبض ، إن هذا لعجب!! ورب يجلس عن يمين الله تعالى!!
هذان ربّان ، وإلهان ، الواحد أجلّ من الثاني لأن المقعود عن يمينه أسنى مرتبة من المقعد على اليمين بلا شك. ونعوذ بالله من الخذلان.
فصل
وفي أول إنجيل لوقا : إن نفرا قبلنا راموا وصف الأشياء التي كملت فينا كالذي دلنا عليه معشر الذين عاينوا الأمر ، وكانوا حملة الحديث ، فرأيت أن أقفو أثرهم من أوله على التجريد ، وأكتب لك أيها الكريم لأن تفهم حق الكلام الذي علمته ، واطلعت عليه ، وأنت به ماهر.
هذا يبين أن الأناجيل تواريخ مؤلفة ، كما ترى بنص كلام «لوقا».