فلم يقدر أحد منهم على مراجعته.
قال أبو محمد : هذا هو الحق من قول المسيح عليهالسلام ، ولقد أنكر عليهالسلام المنكر حقا ، والعجب أنّ هؤلاء الأنذال المنتمين إلى أتباعه عليهالسلام لا يختلفون في الاحتجاج بهذا الفصل المذكور ، هو عليهالسلام قد أنكر أن يكون المسيح ابن داود ، وهم يسمونه في الأناجيل كلها بأنه ابن «داود». فاعجبوا.
فصل
وفي الباب المذكور أن المسيح قال لتلاميذه : أنتم إخوان ، ولا تنتسبوا إلى أب على الأرض ، فإنّ أباكم السماوي واحد.
قال أبو محمد : في هذا الفصل فضيحتان عظيمتان : إحداهما : إخباره أن الله تعالى هو أبو التلاميذ ، فنراهم مثله سواء سواء ، فلم خصه النصارى بأن يقولوا : إنه ابن الله دون أن يقولوا عن تلاميذه متى ذكروهم أنهم أبناء الله ..؟ تعالى الله عن هذا الكفر ، وعن أن يكون أبا أو ابنا.
والأخرى قوله : «لا تنتسبوا إلى أب على الأرض».
والنصارى والأناجيل يطلقون أن شمعون بن يوثا ، ويعقوب ويوحنا ابنا سبذاي ، ويهوذا ويعقوب ابنا يوسف ، فقد أقروا بثباتهم على معصية المسيح إذ نهاهم أن ينتسبوا إلى أب على الأرض ، وهم أبدا ملازمون لمخالفة أمره في ذلك متدينون بعصيانه.
فصل
وفي الباب الخامس عشر من إنجيل متّى : أن المسيح أنذر تلاميذه بما يكون في آخر الزمان من الزلازل والبلاء ، وقال لهم : فادعوا ألا يكون هروبكم في شتاء ولا سبت.
قال أبو محمد : هذا بيان واضح بلزومهم حفظ السبت إلى انقضاء أمرهم ، وإلى حلول الزلازل بهم ، وهم على خلاف ذلك. هذه أمة لا عقول لهم.
فصل
وفي الباب المذكور : أن المسيح قال لهم : سيعود مسحاء الكذب ، وأنبياء الكذب ، ويطلعون العجائب العظيمة والآيات حتى يغلط من يظن به الصلاح.