حدث بحديث فقال له رجل من أهل الكوفة إن الله تعالى يقول في كتابه كذا وكذا ، فغضب سعيد وقال لا أراك تعرض في حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم أعلم بكتاب الله منك.
فإذا كان هذا إنكارهم على من عارض سنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالقرآن فما ذا تراهم قائلين لمن عارضهم بآراء المتكلمين ، ومنطق المتفلسفين وأقيسة المتكلمين ، وخيالات المتصوفين ، وسياسات المعتدين؟
ولله بلال بن سعد حيث يقول : ثلاث لا يقبل معهن عمل : الشرك ، والكفر والرأي ، قلت : يا أبا عمر وما الرأي؟ قال : يترك سنة الله ورسوله ويقول بالرأي.
وقال أبو العالية في قوله عزوجل (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) (فصلت : ٣٠ ، الأحقاف : ١٣) قال أخلصوا لله الدين والعمل والدعوة أن جردوا الدعوة إليه وإلى كتابه وسنة رسوله صلىاللهعليهوسلم فقط لا إلى رأي وقول فلان.
وقال سفيان في قوله تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) (النور : ٦٣) قال يطبع على قلوبهم. وقال الإمام أحمد إنما هي الكفر ، ولقي عبد الله بن عمر جابر بن زيد في الطواف فقال له : يا أبا الشعثاء إنك من فقهاء البصرة فلا تفت إلا بقرآن ناطق أو سنة ماضية ، فإنك إن فعلت غير ذلك هلكت وأهلكت.
وقال ابن خزيمة : قلت لأحمد بن نصر وحدث بخبر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أما تأخذ به؟ فقال : أترى على وسطي زنارا ، لا تقل لخبر النبي صلىاللهعليهوسلم أتأخذ به وقل أصحيح هو ذا؟ فإذا صح الخبر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قلت به شئت أم أبيت.
وقال أفلح مولى أم سلمة : إنها كانت تحدث أنها سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم على المنبر وهي تمتشط «أيها الناس» فقالت لماشطتها كفي رأسي ، قالت فديتك إنما يقول أيها الناس ، فقالت ويحك أو لسنا من الناس؟ فكفت رأسها وقامت في حجرتها فسمعته يقول : «يا أيها الناس أنا على حوضي إذ مر بكم زمرا