(كسر الطاغوت الأول وهو : «التأويل»)
فصل
(في بيان حقيقة «التأويل» لغة واصطلاحا)
(١ ـ معنى التأويل لغة)
وهو تفعيل من آل يؤول إلى كذا إذا صار إليه ، فالتأويل : التصيير ، وأولته تأويلا إذ صيرته إليه ، قال وتأول وهو مطاع أولته ، وقال الجوهرى : التأويل : تفسير ما يؤول إليه الشيء ، وقد أولته تأويلا وتأولته بمعنى. قال الأعشى :
على أنها كانت تأول حبها |
|
تأول ربعى السقاب فأصحبا |
قال أبو عبيدة : تأول حبها ، أى تفسيره ومرجعه ، أى أن حبها كان صغيرا في قلبه فلم يزل يشب حتى أصحب فصار قديما كهذا السقب الصغير لم يزل يشب حتى صار كبيرا مثل أمه ، وصار له ابن يصحبه. و «السقب» ولد الناقة ، أو ساعة يولد ، أو خاص بالذكر.
__________________
ولا يصلح ذلك إلا له سبحانه ، والإشراك به في هذا هو الشرك الذي لا يغفره الله ولا يقبل لصاحبه عملا.
وحمده سبحانه يتضمن أصلين : الإخبار بمحامده وصفات كماله والمحبة له عليها فمن أخبر بمحسن غيره من غير محبة له لم يكن حامدا.
ومن أحبه من غير إخبار بمحاسنه لم يكن حامدا ، حتى يجمع الأمرين.
وهو سبحانه يحمد نفسه بنفسه ، ويحمد نفسه بما يجر به على ألسنة الحامدين له من ملائكته وأنبيائه ورسله وعباده المؤمنين. فهو الحامد لنفسه بهذا وهذا ، فإن حمدهم له بمشيئته وإذنه وتكوينه فإنه هو الذي جعل الحامد حامدا ، والمسلم مسلما والمصلى مصليا ، والتائب تائبا ، فمنه ابتدأت النعم وإليه انتهت ، فابتدأت بحمده وانتهت إلى حمده وهو الّذي ألهم عبده التوبة وفرح بها أعظم فرح ؛ وهى من فضله وجوده وألهم عبده الطاعة وأعانه عليها ثم أثابه عليها ، وهي من فضله وجوده ، وهو سبحانه غني عن كل ما سواه بكل وجه وما سواه فقير إليه بكل وجه والعبد مفتقر إليه لذاته في الأسباب والغايات ، فإن ما لا يكون به لا يكون ، وما لا يكون له لا ينفع.