نقلها ناقل على
وجه الأرض وقواعد الأعراب والتصريف الصحيحة مستفادة منه ، مأخوذة من إعرابه
وتصريفه ، وهو الشاهد على صحة غيرها مما يحتج له بها. فهو الحجة لها والشاهد ،
وشواهد الإعراب والمعاني منه أقوى وأصح من الشواهد من غيره. حتى أن فيه من قواعد
الإعراب وقواعد المعاني والبيان ما لم يشتمل عليه ضوابط النحاة وأهل علم المعاني.
فبطل قول هؤلاء : إن الأدلة اللفظية تتوقف دلالتها على عصمة رواة مفردات تلك
الألفاظ. يوضحه :
الحادي
والخمسون : هب أنه يحتاج إلى
نقل ذلك ، لكن عامة ألفاظ القرآن منقول معناه وإعرابها بالتواتر ، لا يحتاج الناس
فيه إلى نقل عن عدول أهل العربية كالخليل ، وسيبويه ، والأصمعى ، وأبي عبيدة
والكسائي ، والفراء ، حتى الألفاظ الغريبة في القرآن مثل (ابتلوا) و (قسمة ضيزى) (وعسعس) ونحوها ، معانيها منقولة في اللغة بالتواتر لا يختص بنقلها
الواحد والاثنان ، فلم تتوقف دلالتها على عصمة رواه معانيها. فكيف في الألفاظ
الشهيرة كالشمس ، والقمر ، والليل ، والنهار ، والبر ، والبحر ، والجبل. فهذه
الدعوى باطلة في الألفاظ الغريبة والشهيرة. يوضحه :
الوجه
الثاني والخمسون : إن أصحاب هذا القانون قالوا : أظهر الألفاظ لفظ (الله) ، وقد اختلف الناس فيه
أعظم اختلاف. هل هو مشتق أم لا؟ وهل هو مشتق من التأله أو من الوله أو من لاه إذا
احتجب.
وكذلك اسم «الصلاة»
، وفيه من الاختلاف ما فيه ، هل مشتق من الدعاء
__________________