ألف غزوة ، وثواب كلّ حجّة وعمرة وغزوة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ومع الأئمّة الراشدين صلوات الله عليهم أجمعين ، قال : قلت : جعلت فداك فما لمن كان في بعد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم ... ـ إلى أن قال ـ : ثمّ ليندب الحسين عليهالسلام ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه ، ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه ، ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضا في البيوت ، وليعزّ بعضهم بعضا بمصاب الحسينعليهالسلام(١) ...
انظر الحديث الشريف بطوله ، وفيه الزيارة الشريفة المعروفة بزيارة عاشوراء ، ولاحظ فيه بيان الثواب من الإمام عليهالسلام على البكاء والزيارة من قريب أو بعيد على الحسين عليهالسلام.
وروى الشيخ الكشي (ره) في كتاب الرجال عن زيد الشحّام قال : كنّا عند أبي عبد الله جعفر الصادق عليهالسلام ونحن جماعة من الكوفيين. فدخل جعفر بن عفّان على أبي عبد اللهعليهالسلام فقرّبه وأدناه. ثمّ قال : يا جعفر. قال : لبيك ، جعلني الله فداك. قال : بلغني إنّك تقول الشعر في الحسين عليهالسلام وتجيد؟ فقال له : نعم جعلني ا له فداك. قال : قل ، فأنشده فبكى ومن حوله حتّى صارت الدموع على وجهه ولحيته. ثمّ قال : يا جعفر والله لقد شهدت ملائكة الله المقرّبون هاهنا يسمعون قولك في الحسين عليهالسلام ، ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر. ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعتك الجنّة بأسرها ، وغفر الله لك. فقال : يا جعفر ، أولا أزيدك؟ قال : نعم يا سيّدي. قال : ما من أحد قال في الحسينعليهالسلام شعرا فبكى وأبكى به إلّا أوجب الله له الجنّة وغفر له.
وروى الشيخ الصدوق (ره) في الأمالي والشيخ ابن قولويه في كامل الزيارات بسنديهما عن أبي عمارة المنشد ، عن أبي عبد الله جعفر الصادق عليهالسلام قال : قال لي : يا أبا عمارة أنشدني للعبدي في الحسين عليهالسلام. قال : فأنشدته فبكى ، ثمّ أنشدته فبكى ، ثمّ أنشدته فبكى. قال : فو الله ما زلت أنشده ويبكي سمعت البكاء من الدار. فقال لي :
__________________
(١) كامل الزيارات ، ص ١٧٤ ، طبعة النجف.