من الأفعال الحسنة التي توجب الغفران ، أو بسبب ملكة نفسانية حسنة ، أو بسبب البكاء على الإمام الشهيد الحسين سلام الله عليه أو بسبب زيارة قبره الشريف ـ ممّا لا يشكّ فيه عاقل بعد دلالة العقل والنقل عليه ، وأنّ الله تعالى متفضّل وله أن يتفضّل على إنسان دون إنسان وعلى قوم دون قوم ، وإسقاط العقاب حقّه تعالى ولا ضرر له في تركه ، والإحسان والكرم من أوصافه وليس في ذلك ظلم ولا محابة ، وقد نصّ في الآيات القرآنية الكريمة على أنّه عفوّ غفور ، وقال تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ).
وقد أثنى على نفسه تبارك وتعالى بأنّه عفوّ غفور ، وذلك في عدّة من الآيات المباركة ، والعفو لا يعقل توجّهه إلى الصغائر ولا إلى الكبائر بعد التوبة. قال صلىاللهعليهوآله : «التائب من الذنب كمن لا ذنب له».
وقد تحقّق لك أيضا أيّها القارئ الكريم أنّه لا يلزم من القول بالعفو الإلهي الإغراء بالمعصية ، كما عرفت من الإشارة إلى ذلك في كلمات المرجع الأكبر الخوئي دام ظلّه ، وفي كلمات السيد الحجة الكبير الطباطبائي التبريزي قدسسره ، فإنّ استحقاق العقاب بالمعصية محقّق قطعي غير معلّق على شيء ، وأمّا العفو الإلهي معلّق على المشيئة الإلهية ، وكون المكلّف ممن يشمله العفو غير معلوم ، فالعاقل لا يقدم على ما هو محقّق لرجاء الوصول إلى أمر غير محقّق.
ومن هنا انقدح أنّ ذكر الثواب الوارد في الأخبار المتواترة في البكاء على الحسين عليهالسلام وفي زيارة قبره الشريف ، مع بيان خطباء المنابر واقع الأمر في ذلك ، لا يكون إغراء للناس على المعصية كما قد يزعم ذلك بعض البسطاء أو يلقي هذه الشبهة على الأذهان الساذجة من ناحية المغرضين والمعاندين.
وغير خفيّ على الخبير ومن يتحرّى الحقائق على ضوء الدليل أنّ الأخبار الواردة ، بل المتواترة في ثواب البكاء على الإمام الشهيد سلام الله عليه وزيارة قبره الشريف