أن يريد به كفريّة السهو فيه ، وهو قوله : تلك الغرانيق العلى ... الخ ، لا نفس السهو.
وأمّا من العقل فيكفي أيضا ما استدلّ به المتكلّمون على وجوب تحصيل المعارف والنظر في المعجزة بقاعدة وجوب شكر المنعم ، حيث إنّ الأئمّة بالنسبة إلى سائر الخلق أولياء النعم بالنقل والعقل ، كما أنّ الله تعالى بالنسبة إلى الكلّ وليّ النعمة.
ومن البين توقّف شكر المنعم الذي هو عبارة عن تعظيمه باللسان على الجميل الاختياري على معرفة المنعم وما يصح منه وما يمتنع عليه حذرا من اتّصافه في مقام الشكر بما لا يليق بحاله من الجهل والنقص ، وبقاعدة وجوب دفع الضرر المحتمل ، حيث إنّ الجاهل بشيء من المعارف يحتمل في نفسه أن يفوته من مصالح العلم ويصيبه من مفاسد الجهل ما يتضرّر به ، وهو ألم نفساني يجب بإلزام العقل دفعه ، بل وبقاعدة دفع الضرر المظنون ، بل المعلوم كما عن العلّامة (ره) في الرسالة السعدية تقريبه : بأنّ من المعلوم بالضرورة أنّ وصف النبي صلىاللهعليهوآله بالعصمة أكمل وأحسن من وصفه بضدّها ، فيجب المصير إليه ؛ لما فيه من دفع الضرر المظنون بل المعلوم.
ص ٤٥٣ س ٤ : «للإجماع على غفرانه مع التوبة».
بحث شريف حول التوبة والعفو الإلهي وعدم الإغراء بالمعصية
غير خفيّ على من له إلمام بالعلوم الدينية والبحوث الإسلامية والآيات القرآنية أنّ موضوع التوبة من البحوث العلمية المهمّة التي عنى بها علماء الإسلام من الشيعة والسنة والباحثون منهم في علم الاخلاق والفروع الفقهية ، ولهم الاهتمام الكثير في البحث حولها ؛ لأنّها من أركز دعائم الخلق الكامل ومن أرسى القواعد المؤدّية إلى سعادة الدنيا والآخرة ؛ لأنّها ترفع الإنسان من حضيض النقص والذلّ إلى أوج الرقّي والكمال ومن رذيلة التوحش إلى مدارج الفضيلة ؛ لأنّها أعظم نعمة أنعمها الله تعالى على عباده ، وبها تصفّى النفوس الإنسانية عن كدورات المعاصي والموبقات وتصلح المجتمعات ، فإنّها الرجوع إلى الله تعالى والتخلّق بأخلاقه تعالى في ضوء تعاليم الإسلام المقدّسة.
قال بعض المحقّقين (ره) : التوبة من أعظم نعم الله تعالى على عباده ؛ لأنّها ممحاة