ولم يذهب لهذا القول السخيف أحد من الإمامية إلّا ما ينسب إلى السيّد الرضيّ (ره) ، وقد وقع منه غفلة ، انتهى.
قلت : إنّ النسبة إلى السيد الشريف الرضيّ قدسسره محقّقة كما عرفت ، وأمّا قوله : منكرهما أو مؤوّلهما خارج من الدين ، فلعلّه من طغيان القلم إن كان المراد إنكار وجودهما فعلا وأمّا إن كان المراد هو إنكار وجودهما مطلقا فعلا وفي القيامة فهو كما ذكره خروج عن الدين ، كيف والمسألة خلافية من قديم الزمان بين المتكلّمين ، نعم صار بعد بثّ المحدّثين أحاديث العترة الطاهرة عليهمالسلام من ضروريات الدين ولكن لم يكن وضوح المسألة في زمن السيّد (ره) بهذه المثابة حتّى يقال : إنّ منكرها خارج من الدين.
نعم ذكر الشيخ الصدوق (ره) القول بوجود الجنّة والنار وأنّهما مخلوقتان الآن من اعتقادات الإمامية ، وهو الاعتقاد الحقّ الحقيق بالإذعان والقبول. رحم الله معشر الماضين وألحقنا بهم في الصالحين.
ص ٤٢٦ س ١١ : «من الحساب والصراط والميزان».
اعلم أنّ الاعتقاد بالصراط والميزان والحساب وأمثالها والعلم بتفاصيلها من قبيل الواجبات المشروطة بحصول العلم بها ، وأمّا الاعتقاد بها إجمالا فهو من قبيل الواجبات المطلقة ، يجب تحصيل العلم واليقين والاعتقاد بها إجمالا. فلتوضيح المطلب لا بدّ لنا أن نقول: يجب في التديّن بمذهب الحقّ تحصيل الاعتقاد بالأمور الخمسة ، ومن لم يحصل الاعتقاد بها لا حظّ ولا نصيب له من الإسلام في الآخرة.
وقد وقع الكلام في أنّ الأمور الخمسة هل يجب الاعتقاد بها بالنظر والاستدلال وإقامة البرهان ، والعلم الحاصل من التقليد لا يجزي في تحقّق الإيمان؟ أو أنّ العلم الحاصل ولو من التقليد يكفي في تحقّقه؟
قولان : ذهب إلى الأوّل الإمام العلّامة قدسسره وغيره ، بل هو المشهور وادّعى (ره) تعالى إجماع العلماء كافة عليه. وإلى الثاني ذهب الشيخ الإمام الأنصاري قدسسره ، ويدل على مختاره أمور :