الرضي جامع نهج
البلاغة قدسسرهما.
والظاهر أنّ السيد
علم الهدى قدسسره لم يصرّح بالاعتقاد بهذا القول ، بل يظهر منه الميل إليه ،
وأمّا السيّد الشريف الرضي قدسسره فقد صرّح به في حقائق التأويل بقوله : «في ذكر الجنة
والنار. هل هما مخلوقتان الآن أم تخلقان بعد فناء العباد؟ وقد اختلف العلماء في
ذلك فمنهم من قال : هما الآن مخلوقتان ، وقال بعضهم : إنّ الجنّة خاصّة مخلوقة ،
والصحيح أنّهما تخلقان بعد» .
ثمّ ذكر أدلّة في
إثبات هذا القول ، ولكنها ضعيفة لا تقاوم الأدلّة القوية الدالّة على أنّهما
مخلوقتان الآن.
وأكثر قدسسره من التأويل والحمل على المجازات مع أنّها لا يصار إليها مع
صحّة الحمل على المعنى الحقيقي ، ونصوص الأحاديث الواردة عن العترة الطاهرة سلام
الله عليهم دالّة على أنّهما مخلوقتان كما سمعت بعضها.
وقال الشيخ
المحشّي (ره) على حقائق التأويل : «الخلاف في خلق الجنة والنار الآن أو أنّهما
يخلقان يوم الجزاء مأثور عن قدماء المتكلمين من الأشاعرة والمعتزلة ، فقد ذهب
الأشاعرة وأبو علي الجبائي وبشر بن المعتمر وأبو الحسن البصري إلى أنّهما مخلوقتان
، وهو مذهب أكثر علماء الإماميّة ، وأنكر أكثر المعتزلة ذلك كعبّاد الصمري وضرار
بن عمر وأبي هاشم والقاضي عبد الجبار وإليه مال الشريف المرتضى» انتهى.
قال العلامة الشيخ
البحراني (ره) في محاسن الاعتقاد ـ المخطوط ـ : واعلم أنّ الإيمان بالجنة والنار ـ
على ما وردتا في الآيات والأخبار من غير تأويل ـ من ضروريات الدين ، ومنكرهما أو
مؤوّلهما بما أوّلت به الفلاسفة خارج من الدين ؛ لأنّ كونهما مخلوقتين الآن قد ذهب
إليه أكثر طوائف المسلمين إلّا شرذمة من المعتزلة ، فإنّهم يقولون سيخلقان في
القيامة ، والآيات والروايات دافعة لقولهم مزيّفة لمذهبهم ،
__________________