والشفاعة ، وخلق الجنّة والنار ، والصراط ، والميزان ، والبعث والنشور ، والجزاء والحساب ، فهو مؤمن حقّا ، وهو من شيعتنا أهل البيت.
وفي تفسير النعماني (ره) عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : وأمّا الردّ على من أنكر خلق الجنة والنار فقول الله تعالى : (عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى).
وقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : دخلت الجنّة فرأيت فيها قصرا من ياقوت يرى داخله من خارجه وخارجه من داخله من نوره ، فقلت : يا جبرئيل لمن هذا القصر؟ فقال : لمن أطاب الكلام ، وأدام الصيام ، وأطعم الطعام ، وتهجّد بالليل والناس نيام ، فقلت : يا رسول اللهصلىاللهعليهوآله وفي أمّتك من يطيق هذا؟ فقال لي : ادن منّي فدنوت منه ، فقال : أتدري ما إطابة الكلام؟
فقلت : الله ورسوله أعلم. فقال : هو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر. أتدري ما إدامة الصيام؟ فقلت : الله ورسوله أعلم. فقال : من صام شهر رمضان ولم يفطر منه يوما. أتدري ما إطعام الطعام؟ فقلت : الله ورسوله أعلم. فقال : من طلب لعياله ما يكفّ به وجوههم.
أتدري ما التهجّد بالليل والناس نيام؟ فقلت : الله ورسوله أعلم. فقال : من لا ينام حتّى يصلي العشاء الآخرة ، ويريد بالناس هنا اليهود والنصارى ؛ لأنّهم ينامون بين الصلاتين.
فالظاهر من الآيات والروايات أنّ الجنّة والنار مخلوقتان ، ويجب الإيمان به بل الإيمان بكونهما مخلوقتين الآن من ضروريات الدين ، وتأويل الآيات والروايات لا يصار إليه ببعض الشبهات المنقولة عن بعض الفلاسفة الأقدمين ، فإنّها شبهات واهية لا ينبغي أن يعبأ بها في مقابل نصّ القرآن الكريم والأحاديث الواردة عن العترة الطاهرة سلام الله عليهم.
وإلى هذا القول ذهب أكثر طوائف المسلمين إلّا شرذمة من المعتزلة ، فإنّهم يقولون : سيخلقان في يوم القيامة ، ولم يذهب إلى هذا القول السخيف أحد من الشيعة الإمامية إلّا السيدين الأجلّين ذوا المجدين : السيد المرتضى علم الهدى وأخاه الشريف