فليقتبسه من عليّ عليهالسلام (١).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما من علم إلّا وقد أحصاه الله فيّ ونقلته إليه (٢).
قال العلّامة شيخ الإسلام والمسلمين الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني العاملي والد الشيخ البهائي قدسسرهما : ولقد علم بين كلّ الخلق من العامة والخاصّة أنّه لم يسأل أحد منهم عليهمالسلام قط فتردّد ، ولا توقّف ولا استشكل أحد منهم سؤالا قط ، ولا عوّل في جوابه على كتاب ولا مباحث مع أنّهم لم يشاهدوا قطّ مختلفين إلى معلّم ، ولا ادّعى ذلك عليهم مدّع من أوليائهم ولا من أعدائهم ، بل كلّ واحد منهم يسند عن آبائه عن رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، وهذا من أقوى الأدلّة على اختصاصهم بالمزايا التي يقطع كلّ ذي لبّ بأنّها من الله تعالى ميّزهم بها عن الخلق. ومعجزاتهم الباهرات وإخبارهم بالمغيبات مما نقله الثقات واشتهر في كلّ الأمكنة والأوقات. (٣)
وقال العلامة المتكلّم ابن أبي جمهور الأحسائي قدسسره في كتابه معين المعين ـ المخطوط ـ في جملة كلام نقله عن بعض الأعاظم ، ونقلناه في كتاب التحقيق في الأربعين ص ٥٤٣ ـ ٥٤٤ طبعة تبريز. ما هذا لفظه : ولم يكن أحد يدّعي أنّهم أخذوا العلم عن رجال العامة أو بلوغه من رواتهم وفقهائهم ؛ لأنّهم لم يروا قط مختلفين إلى أحد من العلماء في تعلم شيء من العلوم ، وأكثره لا يعرف إلّا منهم ولم يظهر إلّا عنهم ، فعلمنا أنّ هذه العلوم بأسرها قد انتشرت عنهم مع غنائهم عن سائر الناس ، حتّى زيادتهم في ذلك على كافّتهم ونقصان جميع العلماء عن رتبتهم ، فثبت أنّهم أخذوا بها عن النبيّ صلىاللهعليهوآله فيما يحتاجون إليه ، وغناؤهم عنهم فيكونون مفزعا لأمّته في الدين وملجأ لهم في الأحكام ، وجروا في هذا مجرى النبيصلىاللهعليهوآله في تخصيص الله لإعلامه أحوال الأمم السالفة وإفهامه ما في الكتب المتقدّمة ، من غير أن يقرأ كتابا أو يلقى أحدا من أهليه هذا ، فثبت في العقول : أنّ الأعلم أفضل ، والأفضل أولى
__________________
(١) الإرشاد ، ص ١٧ ، طبعة تبريز.
(٢) انظر ص ٤٩٠ من هذا الكتاب.
(٣) رسالة الدراية ، ص ٤١.