كما لو كان العمل بها موجبا لرواج الباطل وإضلال الخلق وإحياء الظلم والجور وسفك الدماء ، كما هو مشروح في الكتب الفقهية لأصحابنا الإمامية ، وقد أفرد جمع من فقهائنا الأكابر رسائل مفردة في مسألة التقية وبينوا أحكامها تفصيلا كالشيخ الأعظم الأنصاري وتلميذه الأكبر الأعظم السيد التبريزي الكوه كمري قدس الله روحيهما ، وغيرهما من الأكابر. راجع الذريعة وغيرها ، جزاهم الله تعالى خير الجزاء.
ص ٣٨٣ س ١٦ : «إنّ المفسّرين نقلوا ذلك».
اتّفق المسلمون كافة على أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يدع في المباهلة من الأبناء سوى الحسنين عليهماالسلام ومن النساء سوى فاطمة عليهاالسلام ومن أنفسنا سوى علي عليهالسلام ، وهذا من الضروريات في الإسلام ، فهؤلاء أصحاب الكساء بحكم الضرورة التي لا يمكن جحودها ، باهل النبيّ صلىاللهعليهوآله بهم خصومه من نصارى نجران ، وأزواج النبي صلىاللهعليهوآله كنّ حينئذ في حجراته فلم يدع واحدة منهنّ ، ولم يدع صفيّة وهي شقيقة أبيه ولا أمّ هاني وهي كريمة عمّه ، ولا دعا غيرها من عقائل الشرف والمجد ، ولا واحدة من نساء الخلفاء الثلاثة وغيرهم ، كما أنّه لم يدع مع سيدي شباب أهل الجنّة أحدا من أبناء الهاشميين وغيرهم من أبناء الصحابة ، وكذلك لم يدع من الأنفس مع عليّ عليهالسلام عمّه العباس.
وغير خفيّ أنّ الآية الشريفة ظاهرة في عموم الأبناء والنساء والأنفس ، والجمع المضاف حقيقة في الاستغراق ، وإنّما أطلقت هذه العمومات عليهم بالخصوص ، تبيانا لكونهم ممثّلي الإسلام وإعلانا لكونهم أكمل الأنام ، وتنبيها إلى أنّ دعوتهم إلى المباهلة بحكم دعوة الجميع وحضورهم فيها منزل منزلة حضور الأمة عامة ، وبهذا جاز إطلاق تلك العمومات عليهم بالخصوص.
ولذا قال الزمخشري في الكشاف : وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهمالسلام ، ونكتة أخرى في الآية الكريمة وهي نكتة شريفة : أنّ اختصاص الزهراء بالنساء والمرتضى من الأنفس مع عدم الاكتفاء بأحد السبطين من الأبناء ، دليل على غاية تفضيلهم عليهمالسلام ؛ لأنّ عليا وفاطمة عليهماالسلام لمّا لم يكن لهما نظير في الأنفس والنساء كان وجودهما مغنيا عن وجود من سواهما ، بخلاف كلّ من السبطين فإنّ وجود