وإلزام النواصب ، ومنظومة المعاصر الشيخ أحمد خيري من علماء مصر ، حتّى تجد في تلك الكتب وغيرها من مطاعن معاوية ومثالبه شيئا كثيرا ومن صدماته وجناياته على الإسلام والمسلمين نزرا يسيرا ، ولم يذكروا أكثرها مع أنّها لا تحصى ، وقد صارت الخلافة الإسلامية بيده ملكا عضوضا وسلطنة كسروية وقيصرية ، وهو رأس الفئة الباغية بإخبار النبيصلىاللهعليهوآله في قتل عمّار وأنّه يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار وهو دعيّ ابن دعيّ.
روى هشام بن السائب الكلبي قال : كان معاوية لأربعة نفر : نعمان بن الوليد والمسافر بن أبي عمر ولأبي سفيان ولرجل سمّاه ، ولم يزل معاوية مشركا مدة كون النبيصلىاللهعليهوآله مبعوثا يكذّب بالوحي ويهزأ بالشرع ، وكان هاربا من النبي صلىاللهعليهوآله لأنّه قد هدر دمه ، فالتجأ إلى الإسلام لما هدر النبي صلىاللهعليهوآله دمه ولم يجد ملجأ قبل وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله بخمسة أشهر أو ستة أشهر ، فهرب إلى مكة وأظهر الإسلام اضطرارا ، وأخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه يموت على غير ملّته ، وقد قتل أربعين ألفا من الأنصار والمهاجرين وأبنائهم ، وقد قال الله تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) الآية.
وكان لمعاوية ارتباط مع بلاط الروم لميله إليهم ؛ فإنّ أصل بني أمية ليس من العرب وإنّما هم لصيق بهم ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام في جوابه إلى معاوية ليس أمية كهاشم ... ولا الصريح كاللصيق. والصريح : صحيح النسب في ذوي الحسب ، واللصيق : من ينتمي إليهم وهو أجنبي عنهم ، وحمل كلامه عليهالسلام على الصراحة والالتصاق بالنسبة إلى الدين ـ كما فعله بعض الشارحين ـ خلاف الظاهر ومجاز لا يصار إليه مع صحّة الحمل على الحقيقة ، كما أنّ المعنى الحقيقي مأثور عن أهل البيت عليهمالسلام.
وجاء سرجون بن منصور الرومي من بلاط الروم إلى معاوية وصار نديما بل وزيرا مشاورا له وسرجون معرب «سرژيوس» وكان من البطارقة «بطريق» معرّب «پاتريك» وواقعة كربلاء غير خالية من دسائسه الخائنة ، وأخذ عهدا من معاوية في أيام حياته قبل خلافة يزيد إلى عبيد الله بن زياد ، وبعد خلافته أظهر العهد وأراه إلى