وجوههنّ فتركوه ، وداسه عمير بن أبي صابي فكسر ضلعا من أضلاعه ، وبقي مكانه مرميّا ثلاثة أيام لم يستعظم في بابه مستعظم ولا أنكره منكر (١).
وقال السمهودي في وفاء الوفاء : وحملوه على باب أسمع قرع رأسه على الباب كأنّه دباة ويقول : دب دب حتّى جاءوا حشّ كوكب فدفن به (٢).
وقال الشيخ الأعظم الطوسي (ره) في تلخيص الشافي : إنّ أهل المدينة منعوا من الصلاة عليه حتّى حمل بين المغرب والعتمة ، ولم يشهد جنازته غير مروان بن الحكم وثلاثة من مواليه ، ولما همّوا بذلك رموه بالحجارة وذكروه بأسوإ الذكر ، ولم يتمكّن من دفنه إلّا بعد أن أنكر أمير المؤمنين عليهالسلام المنع من دفنه وأمر أهله بتولّي ذلك منه (٣).
ص ٣٧١ س ١٤ : «خال المؤمنين».
في تلقيبهم معاوية بخال المؤمنين ـ وأنّه استحقّ بذلك بسبب أخته أم حبيبة بنت صخر إحدى أزواج النبي صلىاللهعليهوآله ، ولا يسمون محمّد بن أبي بكر خال المؤمنين وأخته عائشة أعظم أزواج النبي صلىاللهعليهوآله عندهم قدرا وأجلّ الأمهات في مذهبهم فضلا ـ وجه واضح جلي غير خفيّ على أحد وهو بغضهم لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد حملهم ذلك على تبجيل محاربيه وتفضيل معانديه وإهمال ذكر أوليائه والمنسوبين إليه من أصفيائه ، فعن البلاذري في تاريخه الكبير أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : معاوية في تابوت مقفل عليه في جهنم. (٤) انظر إلى كتاب التعجّب للعلامة الكراجكي (ره) ، وقد أوضح من وقاحة الحشوية في العناد والعصبيّة بما لا مزيد عليه ، وهو مطبوع مع كنز الفوائد له سنة ١٣٢٢ ببلدنا العزيز تبريز وانظر إلى ما كتبنا في ملحقات «جنة المأوى» ص ٣٦٤ ـ ٣٦٨ طبعة تبريز ، وانظر إلى كتاب النصائح الكافية ، وكتاب النزاع والتخاصم للمقريزي والغدير للعلّامة الأميني وكتاب تشييد المطاعن ، وكتاب فصل الحاكم في النزاع والتخاصم ،
__________________
(١) التعجّب ، ص ١٤ ، طبعة تبريز.
(٢) وفاء الوفاء ، ج ٣ ، ص ٩١٣ ، طبعة مصر.
(٣) تلخيص الشافي ، ص ١٢٦ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٤ ، ص ٤١٢ طبعة دار المعارف مصر.
(٤) تقوية الإيمان ، ص ٩٠ ، طبعة صيدا.