وقال : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ
بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً).
فأي إجلال أبلغ من
هذا ، وأي تقدير أروع من هذا التقدير.
وليس الذكر الحكيم
وحده هو الداعي والآمر بحب الرسول ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بل السنّة النبوية تضافرت على لزوم حبه.
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : «لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من والده وولده
والناس أجمعين».
وقد تواتر مضمون
هذه الرواية عن النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، فمن أراد فليرجع إلى الكتب المعدّة لهذا الغرض.
مظاهر الحب
إنّ لهذا الحب
مظاهر ومجالي ، إذ ليس الحب شيئاً يستقر في صقع النفس من دون أن يكون له انعكاس
خارجي على أعمال الإنسان وتصرفاته ، بل من خصائصه أن يظهر أثره على سلوك الإنسان
وملامحه.
١. حب الله ورسوله
لا ينفك عن اتّباع دينه والاستنان بسنّته والانتهاء عن نواهيه ، ولا يعقل أبداً أن
يكون المرء محباً لرسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، ومع ذلك يخالفه فيما يبغضه ولا يرضيه. والاتّباع أحد
مظاهر الحبّ قال سبحانه : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ) . فمن ادّعى الحب في النفس وخالف في العمل ، فقد جمع بين
شيئين متخالفين متضادين.
__________________