فقلنا : ما نسمع.
فقال : اكتبوا كتاب الله ، امحضوا كتاب الله. أكتاب غير كتاب الله؟ امحضوا كتاب الله.
فقال : فجمعنا ما كتبنا في صعيد واحد ، ثم أحرقناه بالنار (١)
إن صحّت هذه الأحاديث فما على المسلمين إلّا أن يجمعوا جميع مصادر الدراسات الإسلامية والّتي حوت أحاديث الرسول ، أو كان فيها شيء من حديثه مثل الصحاح والسنن والمسانيد والسير والتفاسير ويحرقوها أو يلقوها في البحر!!!
وبناء على ذلك لست أدري ما ذا يبقى من شرائع الإسلام إذا ألقينا بجميع مصادر سنّة الرسول في البحر؟ لا. لم يتفوه رسول الله (ص) بتلك الأحاديث ، وإنما قال في خطبته بمنى في حجّة الوداع :
«نضّر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم يسمعها ، فكم من حامل فقه إلى من هو أفقه منه» الحديث (٢).
وفي حديث آخر «فربّ حامل فقه غير فقيه ، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه» (٢).
وفي رواية أخرى قال رسول الله : «نضّر الله امرأ سمع منّا حديثا فأدّاه كما يسمع ، فربّ مبلغ أوعى من سامع» (٢). وفي أخرى قال النبيّ (ص) :
ليبلّغ الشاهد الغائب ، فإنّ الشاهد عسى أن يبلّغ من هو أوعى له منه (٥).
وقال (ص) :
«اللهمّ ارحم خلفائي! اللهمّ ارحم خلفائي! اللهمّ ارحم خلفائي! قيل له يا رسول الله من خلفاؤك؟ قال : الّذين يأتون بعدي يروون حديثي وسنّتي» (٦).
__________________
(١) مسند أحمد ٣ / ١٢ ـ ١٣.
(٢) راجع مصادره فيما سبق ، باب تعريف مصطلح الفقه ، وبدائع المتن ج ١ / ١٤.
(٥) صحيح البخاري ج ١ / ٢٤ ، ط بولاق ، كتاب العلم باب قول النبي : ربّ مبلّغ ... ، وفي كنز العمال ط / ١٠٢ / ١٣٣ ، ح ١١٢٦ ، سنن ابن ماجة ج ١ / ٨٥ ، ح ٢٣٣ ، بحار الأنوار ج ٢ / ١٥٢ ، ح ٤٢.
(٦) في مصادر مدرسة أهل البيت معاني الأخبار ص ٣٧٤ ـ ٣٧٥ ، عيون الأخبار ، ط. النجف الأشرف ٢ / ٣٦ ، من لا يحضره الفقيه ، تحقيق علي اكبر غفاري ٤ / ٤٢٠ ، بحار الأنوار ٢ / ١٤٥ ، ح ٧.