وفي الأغاني : وجاء إبراهيم سهم وهو راكب على فرسه في مسناة يتعقب المنهزمين من جيش المنصور فقتل (١).
وهكذا كانت نهاية أمر الأخوين كما أنبأ بها الإمام الصادق (ع) قبل ذلك بمدة.
* * *
إلى هنا استعرضنا بعض الأحاديث التي ذكرت رجوع الإمام الصادق إلى الجفر ومصحف فاطمة في استعلام تملّك أبناء الحسن وفي ما يلي حديث عن علي بن الحسين السجّاد في شأن حكم ابن عبد العزيز رواه عبد الله بن عطاء التميمي قال : كنت مع عليّ بن الحسين في المسج د ـ أي مسجد الرسول (ص) ـ فمرّ عمر بن عبد العزيز عليه شراكا فضّة ، وكان من أحسن الناس وهو شابّ ، فنظر إليه عليّ بن الحسين ، فقال : يا عبد الله بن عطاء أترى هذا المترف ، إنّه لن يموت حتّى يلي الناس ، قلت : هذا الفاسق ، قال : نعم ، لا يلبث فيهم إلّا يسيرا ... الحديث (٢).
استشهاد الإمام الرضا (ع) بالجفر
في أحوال الإمام الرضا (ع) من كتاب كشف الغمة للإربلي (ت : ٦٩٣ ه) (٣) : قال الفقير إلى الله تعالى عبد الله علي بن عيسى أثابه الله : وفي سنة سبعين وستمائة وصل من مشهده الشريف (ع) أحد قوامه ، ومعه العهد الذي كتبه المأمون بخط يده وبين سطوره ، وفي ظهره بخط الإمام (ع) ما هو مسطور ، فقبّلت مواقع أقلامه ، وسرحت طرفي في رياض كلامه ، وعددت الوقوف عليه من منن الله وإنعامه ، ونقلته حرفا فحرفا.
وما هو بخط المأمون :
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا كتاب كتبه عبد الله بن هارون الرشيد أمير المؤمنين بيده لعلي بن موسى ابن جعفر ولي عهده ، أمّا بعد فإن الله عزوجل اصطفى الإسلام دينا ، واصطفى له من
__________________
(١) مقاتل الطالبين ص ٣٤٧.
(٢) بصائر الدرجات ص ١٧٠ باب نادر ، أوردنا من الحديث موضع الحاجة وفي بقية الحديث عبرة.
(٣) كشف الغمة في معرفة الأئمة ط. مطبعة النجف سنة ١٣٨٥ ه تأليف أبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي.