وقال قبله في : «فصل
في كتبه ورسله (ص) إلى الملوك» : وبعث أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن
عند انصرافه من تبوك وقيل : بل سنة عشر من ربيع الأوّل داعيين إلى الإسلام ، فأسلم
عامّة أهلها طوعا من غير قتال. ثمّ بعث بعد ذلك عليّ بن أبي طالب إليهم ووافاهم
بمكّة في حجّة الوداع .
ولعلّ سبب الوهم
عند بعضهم ما أصبح بعد الرسول وبعد إسقاط الخلفاء فريضة الخمس كما سيأتي بيانه إن
شاء الله تعالى ، فإنّه لم يبق ما يجبي من المسلمين غير الصدقات الواجبة ، فحسب
أولئك عصر الرسول مثل عصورهم ومن هنا نشأ الوهم عندهم أنّ الرسول بعث عليّا مصدّقا
وقد فاتهم أنّ الرسول كان يمنع مولاه من مشاركة المصدّق في عمله فكيف بابن عمه
وأبي عترته؟
كما رواه أبو داود
والنسائي والترمذي في سننهم ، قالوا :
إنّ النبيّ بعث
رجلا على الصدقة من بني مخزوم ـ قال الترمذي : اسمه الأرقم ابن أبي الأرقم ـ فقال
لأبي رافع : أصحبني كي ما تصيب منها.
قال : لا حتّى آتي
رسول الله فأسأله.
فانطلق إلى النبيّ
فسأله فقال : مولى القوم من أنفسهم وإنّا «لا تحلّ لنا الصدقة».
كذا منع النبيّ
أبا رافع أن يصاحب المصدّق فيصيب من سهم العاملين على الصدقة لأنّه مولاه ، وكذلك
فعل أئمة أهل البيت بعد الرسول فإنّهم امتنعوا من أخذها ومنعوا بني هاشم كافّة
عنها.
في دعائم الاسلام
: أنّ الإمام جعفر بن محمّد الصادق لمّا قيل له : فإذا منعتم الخمس هل تحلّ لكم
الصدقة؟
قال : لا ، والله
ما يحلّ لنا ما حرّم الله علينا بغصب الظالمين حقّنا ، وليس
__________________