ذكرناه ، والثاني بهذا الذي ذكرناه أيضا. ولا شك في تغاير المعنيين وان كان الثاني متفرعا على الأول ولازما له فان ألأغلب هذه الأنواع المذكورة مما يتفرع بعض منها على بعض مع انهم جعلوا كلا منها (١) نوعا على حدة ولا ضير فيه كما لا يخفى. منه عفي عنه.
( ٤١ )
ص ١٩١ س ٧
كان الأنسب بالترتيب الذي رتبنا كتابنا عليه ذكر هذه الرذيلة وما يقابلها من الفضيلة في الباب الثامن ، وانما أدرجناه في هذا الباب اقتداءا بالقوم وتأسيا لهم فيما فعلوه ، ونظائر ذلك غير عزيزة في هذا الكتاب. منه عفي عنه.
( ٤٢ )
ص ٢٠٥ س ٩
قيل : ان في التوصل الى الولد قربة من أربعة أوجه :
أحدها وهو الأدق أن من كشف له عجائب المصنوعات وتنبه لسر خلق السماوات والأرض علم أنه تعالى مريد لبقاء جنس الانس ومرتب له أسبابا ممهدا وأن الراغب عن النكاح راغب عن مراده تعالى ومعطل لأسبابه. فان السيد اذا أسلم بيده عبده البذر وآلة الحرث وهيأ له أرضا للحراثة وأقدر العبد عليها ووكل به من يتقاضاه عليها فان تكاسل وعطل آلة الحرث وضيع البذر حتى فسد ودفع الموكل بنوع من الحلية عن نفسه استحق المقت والعقاب من سيده. فالله تعالى خلق الذكر والانثى والنطفة في الأصلاب وهيأ فيهما عروق ومجاري وخلق الرحم قرارا مستودعا لها وسلط متقاضي الشهوة عليها فهذه تشهد بلسان ذلق بمراد خالقها وتنادي بتعريف ما أعدت له. هذا
__________________
١ ـ منهما.