قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

تحمیل

كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

212/704
*

العلى ليوفّر من الآخرة حظّهم كما يمنع الوالد المشفق ولده عن لذائذ الفواكه والاطعمة ويلزمه بالفصد والحجامة حبّاً له وإشفاقاً عليه ، ولأجله لم يرض لهم بقليل الدنيا وكثيرها.

روي أنّ روح الله اشتدّ به المطر والريح والرعد والبرق يوماً فجعل يطلب بيتاً بلجا إليه ، فرفعت خيمة من بعيد ، فأتاها فإذا فيها امرأة فما دعته ، ثم نظر فإذا بكهف في جبل فأتاه فإذا فيه أسد فوضع يده عليه وقال : إلهي جعلت لكل شيء مأوى ، ولم تجعل لي مأوى ، فأوحى الله إليه : مأواك في مستقرّ من رحمتي ... الحديث. (١)

تلخيص

قد تلخّص ممّا ذكر أنّ من الدنيا ما ليس لله صورة ومعنى كالمعاصي وغيرها ممّا لايكون لتحصيل الآخرة.

ومنها : ما صورته منها ويمكن أن يكون معناه كذلك أيضاً ، مثل ما يتوقّف عليه تحصيل الآخرة إذا قصدت به الدنيا وحظّ النفس ، ويمكن كونه لله بالاستعانة به على الآخرة.

ومنها : عكس ذلك ، كترك الشهوات والاتيان بالطاعات ، فيمكن أن يكون معناه لله بقصد التقرّب إليه ، يمكن كونه من الدنيا إذا قصد به حفظ المال والاشتهار بالزهد والعلم.

فصل

ثمّ من أفراده حبّ المال ، لكونه من الحظوظ العاجلة ، لكنّه أعظمها آفة ، لاحتياج الكلّ إليه ، فبوجوده يحصل الغرور والطغيان ، وبعدمه الفقر المؤدّي إلى الكفر في أغلب الأحيان ، وله فوائد منجية وآفات مردية ، وتمييز كلّ منها عن الآخرة مشكلة ومعرفة دقائق أخطاره معظلة ، فلفاقده غالباً

__________________

١ ـ المحجة البيضاء : ٥ / ٣٥٧ ، وفيه : « فحاد عنها » بدل « فما دعته ».