مقدورة ، وجعل الأمر بها وبالنظر في قوله تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا
إِلهَ إِلَّا اللهُ) وقوله : (قُلِ انْظُرُوا ما ذا
فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أحد الأدلة على تكليف ما لا يطاق حكى هذا عنه القرشي في
منهاجه قال : وهو قول ظاهر التهافت ويكفي في شناعته أنه إقرار بالجهل بالله تعالى
، لأن المعارف عنده نظرية لا ضرورية ، وإقرار بإبطال النظر مع أنه إنما يبطل النظر
بالنظر ، وإقرار بأن ما قاله في مصنفاته كان لا عن علم وكل هذا يتوجه معه طي
المناظرة انتهى.
«لنا» حجة عليهم «ما
مر» من الاستدلال على وجوب النظر والاستدلال على ثبوت حجة العقل وهي الحجة الكبرى «وان سلم» أي ما ادعوه «لزم بطلانه بالدور أو
الكفر لأن المكلفين إمّا أن يجب عليهم النظر في صحة دعوة الأنبياء عليهمالسلام» للنبوّة «أو لا» يجب عليهم.
«والأول» وهو وجوب
النظر في صحة دعوى الأنبياء عليهمالسلام للنبوّة «دور» محض «لأنه لا يجب النظر» عندهم «إلّا بالسمع
، والسمع لا يثبت إلا بالنظر» في صحة دعوى النبوّة فإذا صحت النبوّة صح السمع ،
فتقف معرفة السمع على معرفة النبوّة التي لا تثبت إلا بالنظر في معجزات الأنبياء عليهمالسلام ، وتقف معرفة النبوّة والنظر في المعجزات على معرفة السمع
، فهذه حقيقة الدور ، وهو كما ذكره الرازي تكليف ما لا يطاق عندهم وهم يلتزمونه.
«والثاني» أي
القول بعدم وجوب النظر في معجزات الأنبياء عليهمالسلام «تصويب لمن أعرض
عن دعوة الأنبياء عليهمالسلام إذ لا واجب عليهم» يلزمهم الإتيان به «وذلك كفر لأنه ردّ
لما جاءت به الرسل وما علم
__________________