وبصير وقديم ، وما لم يكن باعتبار أمر يفعله وهو يوصف به جل وعلا في الأزل.
وأما صفات الفعل فقال «المرتضى» محمد بن يحيى عليهالسلام : «وصفات الفعل» هي «ما يصح إثباتها ونفيها نحو» قولنا «خالق لخلقه تعالى» فهذه صفة إثبات «غير خالق للمعاصي» وغير خالق في الأزل هذه صفة نفي.
فعلى هذا : صفات الذات ما كان لا يجوز فيه التضاد ويوصف تعالى بها في الأزل.
وصفات الفعل ما دخله التّضاد ولا يوصف بها إلّا بعد وجود المخلوق كخالق ورازق ومحيي ومميت.
«واختلف في مسألتين : الأولى» منهما : «مالك ورب» : فقال الإمام «المهدي» أحمد بن يحيى عليهالسلام «وغيره : وهما صفة ذاتية» له تعالى «إذ هما بمعنى قادر» قالوا : لأن المالك في اللغة هو من يملك التصرف التّام من غير عجز ولا منع وهذا هو معنى القادر ، وأما رب فهو بمعنى مالك وقد ثبت أن مالك بمعنى قادر.
وقال أبو القاسم «البلخي» وغيره وهو قول المرتضى عليهالسلام : «بل هما» أي مالك ورب «صفة فعل لأن الملك لا يكون إلّا بعد وجود المملوك ، والرب من التربية ولا يكون إلّا بعد وجود المربّى» فعلى هذا لا يوصف تعالى عندهم بأنه مالك ورب في الأزل.
قال عليهالسلام : «والحق أنهما صفتا ذات لا بمعنى قادر» كما ذكره الإمام المهدي عليهالسلام «إذ لا يدلّان على معنى قادر مطابقة» أي دلالة مطابقة وهي دلالة اللفظ على تمام ما وضع له «بل» إنما يدلّان على معنى قادر «التزاما» أي دلالة التزام وهي دلالة اللفظ على لازم ما وضع له «كعالم» فإنه يدل على فاعل المحكم مطابقة وعلى قادر التزاما إذ من لازم الحكيم أن يكون قادرا.
«ولا قائل» من أهل علم الكلام ولا غيرهم «بأن عالما بمعنى قادر»