والمجازي «بالاستقراء» أي بالتتبع لها «في تسعة عشر نوعا بيانها» أن نقول : «هي إما المشابهة» أو غيرها ، فإن كانت المشابهة «فهي إما بالشكل أو بالاشتراك في الجنس أو في صفة ظاهرة» فهذه ثلاثة أقسام في النوع الأول الذي هو المشابهة :
أما القسم الأول : «فنقول : هذا إنسان لصورة كالإنسان في الشكل والقامة وكتشبيه الجرّة الصغيرة بالكوز في مقداره وشكله.
والقسم الثاني : ما وجه المشابهة فيه الاشتراك في الجنس نحو قولنا : «ثوب زيد للمشاركة له في جنسه» من كونه قطنا أو حريرا من غير نظر إلى صفتهما في الطول والعرض والسواد والبياض.
والقسم الثالث : ما وجه المشابهة فيه الاشتراك في صفة ظاهرة نحو قولنا «أسد للشجاع» أي للرجل الشجاع ، والصفة الظاهرة هي الجرأة أما لو أريد الاشتراك في صفة خفية كالبخر وهو تغير رائحة الفم فإن استعماله قليل ومع ذلك فلا بدّ من ذكر العلاقة فلا يحسن أن يقال رأيت أسدا يرمي ويراد الاشتراك في تغيير رائحة الفم.
ومن الاشتراك في صفة ظاهرة تشبيه ثوب أسود بالغراب فيقال : غراب لثوب أسود فإن كانت العلاقة غير المشابهة فقد بيّنها عليهالسلام بقوله «أو تسمية الشيء باسم ما يؤول إليه» في المستقبل «كالخمر» إذا جعل اسما «للعصير» أي المعتصر من العنب ونحوه.
والمراد أن في هذه الأنواع المعدودة علاقة وهي كون العصير يؤول إلى خمر ونحو ذلك لأن تسمية الشيء باسم ما يؤول إليه هو نفس العلاقة والله أعلم وهذا هو النوع الثاني.
والثالث : عكسه وهو قوله : «أو» تسمية الشيء «باسم ما كان عليه» في الماضي «كالعبد للعتيق» أي لمن قد أعتق ومنه قوله تعالى : (وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ) (١) إذ لا يتم بعد البلوغ.
__________________
(١) النساء (٢).