«لو كان من قال نارا أحرقت فمه |
|
لما تفوّه باسم النار مخلوق» |
وكان يلزم أن من نطق بالعسل أن يجد حلاوته ومن نطق بالصبر وجد مرارته ، ويلزم أن يوجد جرم السماء والأرض في فم من نطق بهما. قال النجري هذا الذي ذكرتموه معلوم بضرورة العقل فكيف تنكره علماء الحنفية وكثير من علماء الشافعية.
قال : قلنا : المسمّى على ما ذكروه هو المفهوم المرتسم في الذهن ، والاسم على ما ذهبوا إليه هو الكلام النّفسيّ فمن ثمّ وقع بينهما الاشتباه لقيام كل منهما بالنفس على ما هو مبسوط في كتبهم انتهى.
«والصفة» في اللغة وهو المراد هنا : القول المتضمن لمعنى في الموصوف كالوصف وقد يراد بالصفة المعنى من غير نظر إلى القول قال طرفة بن العبد :
إنّي كفاني من أمر هممت به |
|
جار كجار الحذاقي الّذي اتّصفا |
أي صار موصوفا بحسن الجوار.
ويقال : العلم صفة لزيد والأعراض صفات للأجسام.
قال في الصحاح : وأما النحويون فليس يريدون بالصفة هذا لأن الصفة عندهم هي النعت ، والنعت هو اسم الفاعل نحو ضارب ، والمفعول نحو مضروب أو ما يرجع إليهما من طريق المعنى نحو مثل وشبه انتهى.
وأما الإمام عليهالسلام فقد أراد بالصفة المعنى المصطلح عليه الكلامي والنحوي واللغوي على ما يتبين لك فقال : «لفظها مشترك» بين معان خمسة :
الأول منها : ما هو «عبارة عن ثبوت الذات على شيء» من الأشياء «نحو ثبوت الحيوان» على حياته ، فثبوت الحيوان على الحياة صفة له وهذا في اصطلاح بعض أهل علم الكلام ، وفي اللغة الحياة نفسها صفة للحيوان.
«و» الثاني : ما هو «عبارة عن شيء هو الذات» وذلك «نحو قدرة الله» وعلم الله وحياة الله وسمع الله وبصره وجميع صفاته فإنما هي هو جل وعلا لا غيره وهذا معلوم بالعقل لا باللغة والله أعلم.