سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثنّاه ومن ثنّاه فقد جزّأه ، ومن جزّأه فقد جهله.
ويؤكد هذا من أقوال الأئمة عليهمالسلام شيء كثير أودعناه الشرح ، قال عليهالسلام : «وفاقا لأبي الحسين» البصري «والرازي» من المجبرة «وغيرهما» كأبي القاسم البلخي وابن الإخشيدي وسائر شيوخ البغداديين فإن هؤلاء جميعا يوافقون «في صفته تعالى الوجودية» أنها ذاته.
قال عليهالسلام «ومعناه» أي معنى أن صفات الله هي ذاته «أنه قادر بذاته لا بأمر غيره» زائد على الذات «ونحو ذلك» أي وعالم بذاته وحيّ بذاته وسميع بصير بذاته ، والمعنى أنه ليس إلّا ذاته كما ذكرناه من قبل أنه المتصف بها حقيقة وغيره مجازا وليس معنى الباء ، هنا كمعناها في قولنا : كتبت بالقلم بل كقولنا : جاء زيد بنفسه أي جاء هو لا غيره.
وقال «بعض أئمتنا عليهمالسلام» وهو الإمام المهدي أحمد بن يحيى عليهالسلام ومن تبعه على ذلك «وبعض شيعتهم» كالشيخ الحسن الرصاص والفقيه يحيى بن حسن القرشي وغيرهم «وأبو علي» في بعض الروايات «والبهشمية» وهم أبو هاشم وأتباعه : «بل هي» أي صفاته تعالى «أمور زائدة على ذاته تعالى» لا هي الموصوف ولا غيره ولا شيء ولا لا شيء كما قد تكرر عنهم.
قالوا : لما تقرر أن الله سبحانه مخالف لغيره ويستحيل وقوع المخالفة بينه وبين غيره بنفس كونه ذاتا فيجب أن تكون المخالفة بأمر زائد وراء كونه ذاتا وليس ذلك إلّا الصفة التي نريدها وهو المطلوب.
وقالوا أيضا إذا علمنا الله تعالى أوّلا ثم علمناه ثانيا أنه قادر فليس يخلو حال علمنا الثاني ، إما أن يكون متعلّقا بذاته فقط أو بأمر زائد على ذاته والأول باطل ، لأنه لو كان متعلّقا بذاته لوجب إذا علمنا ذاته في أوّل الأمر أن نعلمها قادرة وهذا باطل ، فإنا نعلم ذاته ولا نعلمها قادرة إلّا بنظر مستأنف ، فيبطل أن يكون عالما بذاته وإن كان الثاني فهو المطلوب ، لأنا لا نريد بالصفة إلّا أنها أمر زائد على الذات داخل في حيّز العلم بالذات.