هنالك حمد السرى وهنأ نفسه بسلامة الوصول متذكرا ما كان قد قاله حين برح به الشوق وأضناه الجوى.
* * *
لو قيل ما تهوى؟ لقال مبادرا |
|
أهوى زيارتكم على الأجفان |
تالله ان سمح الزمان بقربكم |
|
وحللت منكم بالمحل الداني |
لأغفرن الخد شكرا في الثرى |
|
ولأكحلن بتربكم أجفاني |
ان رمت تبصر ما ذكرت فغض طر |
|
فا عن سوى الآثار والقرآن |
واترك رسوم الخلق لا تعبأ بها |
|
في السعد ما يغنيك عن دبران |
حذق لقلبك في النصوص كمثل ما |
|
قد حذقوا في الرأي طول زمان |
وأكحل جفون القلب بالوحيين واح |
|
ذر كحلهم يا كثرة العميان |
فالله بين فيهما طرق الهدى |
|
لعباده في أحسن التبيان |
لم يحوج الله الخلائق معهما |
|
لخيال فلتان ورأي فلان |
فالوحي كاف للذي يعنى به |
|
شاف لداء جهالة الانسان |
وتفاوت العلماء في أفهامهم |
|
للوحي فوق تفاوت الأبدان |
الشرح : فلو قيل لي ما الذي تحبه وتهواه لقلت لسائلي مبادرا اياه : ان الذي اهوى هو زيارتي لكم أيها الأحبة ولو أن أمشي إليكم على أجفاني. ولو أن الزمان جاد لي بوصلكم ونزلت منكم بمكان قريب لأسجدن لله شكرا ممرغا خدي في التراب ولأكحلن الأجفان من تراب الاحباب.
وقد غلا المؤلف رحمهالله في هذه الأبيات ، ونحن لا نقره على هذا الغلو ، وان كنا نعلم أنه لم يقصد بذلك شيئا مما يفعله القبوريون عند أضرحة شيوخهم من لثم العتبات واستمداد البركات ، وان أردت يا طالب الحق أن تبصر ما ذكرت لك وأن تصل الى مثل ما وصلت إليه ، فاغمض عينك عن كل ما سوى القرآن والآثار ، واهجر كل ما تواضع عليه القوم من رسوم واصطلاحات ، ولا تجعل لها قيمة ففي لجة البحر ما يغنيك عن الوشل ، وفي السعد ما يغنيك عن