وقال محمد بن عبد الله بن عمّار : كان أبو أسامة في زمن الثّوريّ يعدّ من النّسّاك (١).
وروى يحيى بن اليمان : عن سفيان قال : ما بالكوفة شابّ أعقل من أبي أسامة (٢).
قال البخاريّ (٣) : مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين ، وهو ابن ثمانين سنة ، فيما قيل (٤).
قال الفسويّ (٥) : سمعت ابن نمير يوهن أبا أسامة ، ثم يعجب من أبي بكر بن أبي شيبة ، مع معرفته بأبي أسامة ، ثم هو يحدّث عنه.
قال ابن نمير : وهو الّذي يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، نرى بأنّه ليس بابن جابر ، بل هو رجل تسمّى به.
قلت : تلقّت الأئمّة حديث أبي أسامة بالقبول لحفظه ودينه ، ولم ينصفه ابن نمير.
قال محمد بن عثمان بن كرامة سمعت أبا أسامة يقول : وضعت بنو أميّة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أربعة آلاف حديث (٦).
قلت : هذه مجازفة من أبي أسامة وغلوّ. والكوفيّ لا يسمع قوله في الأمويّ.
__________________
(١) (تهذيب الكمال ٧ / ٢٢٣.
(٢) تاريخ الثقات للعجلي ١٣٠ رقم ٣٢٨ ، تهذيب الكمال ٧ / ٢٢٣.
(٣) في تاريخه الكبير ٣ / ٢٨ ، وتاريخه الصغير ٢١٦.
(٤) وقال ابن سعد في (الطبقات الكبرى ٦ / ٣٩٥) : «وتوفي أبو أسامة بالكوفة يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوّال سنة إحدى ومائتين في خلافة المأمون ، وكان ابن ثمانين سنة ، وصلّى عليه محمد بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي ، وكان حضر جنازته فقدّموه لسنّه ومكانه ولم يكن يومئذ بوال. وكان ثقة مأمونا كثير الحديث يدلس وتبيّن تدليسه ، وكان صاحب سنة وجماعة». وأرّخه الفسوي أيضا في سنة ٢٠١ ه. (المعرفة والتاريخ ١ / ١٩٢).
(٥) في المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٠١.
(٦) وذكر الفسوي خبرا آخر فيه اتّهام بتشيّعه ، فقال : «قال عمر : سمعت أبي يقول : كان أبو أسامة إذا رأى عائشة في الكتاب حكّها فليته لا يكون إفراط في الوجه الآخر». (المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٠١).