__________________
عاما ، فأخذهم الطّوفان وهم ظالمون).
ويذكر حياة النّبي يونس (ع) في قوله تعالى من سورة الصّافات الآية : ١٤٣ : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) وهو إشارة صريحة إلى أنّه (ع) لو لا تسبيحه لله ، لأمكن له أن يبقى في بطن الحوت إلى يوم البعث.
وكذا يلوح من الآيات الواردة حول النّبيّ عيسى (ع) في أنّه حيّ يرزق ولم يمت ، بل رفعه الله إليه ، وسيظهر في آخر الزّمان مع مهديّ آل محمّد (ص) ويكون ناصرا له فيما أوكل إليه من تطهير الأرض من الظّلم والجور وملئها قسطا وعدلا ... وإلى غير ذلك من الشّواهد القرآنيّة الكثيرة ، الدّالّة على إمكان طول عمر الإنسان واستمرار حياته في عالم الدّنيا.
وأمّا من وجهة نظر علميّة : فحسبك شهادات الدّكاترة الأطبّاء ذوي الاختصاص في علم الطّب حول هذه المسألة ؛ فقد جاء في مجلّة المقتطف المصريّة ص ٢٣٩ من المجلّد ٥٩ ما نصّه : لكنّ العلماء الموثوق بعلمهم يقولون : إنّ كلّ الأنسجة الرئيسيّة من جسم الحيوان يقبل البقاء إلى ما لا نهاية له ، وأنّه في الإمكان أن يبقى الإنسان الوفاء من السنين إذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته ، وقولهم هذا ليس مجرّد ظنّ بل هو نتيجة علميّة مؤيّدة بالامتحان ...
وقالوا في الصّفحة ٢٤٠ : وغاية ما ثبت الآن من التّجارب المذكورة أنّ الإنسان لا يموت بسبب بلوغ عمره الثّمانين أو مائة سنة ، بل لأنّ العوارض تنتاب بعض أعضائه فتتلفها ، ولارتباط بعضها ببعض تموت كلّها ، فإذا استطاع العلم أن يزيل هذه العوارض أو يمنع فعلها لم يبق مانع من استمرار الحياة مئات من السّنين ...
ويقول الدّكتور هنري اسميس ـ استاذ جامعة كولومبيا ـ : إنّ تحديد العمر وحصره مشابه للجدار الصّوتيّ ، فكما أنّ العلم قد تمكّن من نسف هذا الجدار واختراقه ، فسيتمكن العلم كذلك من تحطيم جدار العمر.
ويقول هنري آلجس : لا بدّ من إيصال حدّ الموت في الأعمار المتوسّطة إلى نسبة الموت في الأطفال الّذين لم يبلغوا العاشرة ، واذا تحقّق ذلك أمكن للإنسان القادم أن يعيش ثمانمائة سنة.
وأمّا من وجهة نظر تجريبيّة ؛ فقد قام العلماء المختصّون بإجراء التّجارب العديدة على حيوانات مختلفة وتوصّلوا عمليّا إلى إمكان بقائها لمدّة طويلة تفوق مدّة عمرها الطبيعيّ المألوف بكثير ، يقول الدّكتور الأمريكيّ جيلورد هاوزر : تمكّن علم الطّب بمعونة علم التّغذية أن يقتحم الحدود المعيّنة للعمر ، فإنّنا بخلاف أجدادنا يمكن أن نحلم بأن نعيش مدّة أكثر طولا من المدّة الّتي عاشها أجدادنا.
ويقول أيضا : إنّ لعلم الطّب فصلا خاصّا في التّغذية يتمكّن الإنسان بالاستعانة به أن يصل إلى الشّباب وطول العمر.
ويقول الدّكتور وايزمن : ليس هناك حدود معيّنة لأعمار الموجودات.