من حياة العلّامة» أكثر من مائة وأربعة عشر كتابا ورسالة من تأليفاته وتصنيفاته المتنوّعة ، مع إيراد أقوال بعض علمائنا ممّن تأخّر عنه ـ رحمهالله ـ فيما رأوا من كتبه ومصنّفاته ... ومن أراد استقصاء ذلك فليرجع إليه.
مدرسته السّيّارة :
اقترح العلامة ـ رحمهالله ـ على السّلطان محمد خدابنده الجايتو ، تأسيس مدرسة لتربية وإعداد طلّاب العلوم الدّينيّة ، فرحّب (السّلطان بهذا الاقتراح) وأجابه بالقبول ، ولمّا كانت رغبة السّلطان في حضور العلّامة في مجالسه المختلفة والاستئناس به وبتلاميذه حتّى في طريقه وسفره ، كانت هذه المدرسة متنقّلة ، ولذلك سمّيت ب «المدرسة السّيّارة» (١) ، وكانت تضمّ أكثر من مائة تلميذ وطالب للعلوم ، مكفولي المأكل والمشرب والملبس والمنام ، وجميع ما كانوا يحتاجون إليه ، وكان يدرّس فيها علوم مختلفة ، منها : علم الكلام وأصول الدّين ، والفقه وأصوله ، والحديث ، والتّأريخ ، والدّراية ، والفلسفة ، والمنطق ، والطّبيعة ، والرّياضيّات ، وعلم النّفس ، والتّربية ، وآداب البحث والاحتجاج والمناظرة وقواعد الجدل والنّقاش العلميّ ، ..
وقد تخرّج من هذه المدرسة علماء كثيرون ، برعوا واشتهروا في مختلف الفنون والمعارف ، .. وقد ألّفت هذه المدرسة من أربعة أواوين ، ومجموعة غرف مكوّنة من الخيام الكرباسيّة الغليظة ، وكان طلّابها يرحلون برحيل السّلطان ويقيمون بإقامته.
وفاته ومدفنه :
توفي ـ رحمهالله ـ في مدينته «الحلّة المزيديّة» يوم السّبت : الحادي
__________________
(١) يدلّ على هذه التّسمية : ما وجد في آخر بعض مؤلّفاته ، أنّه وقع الفراغ منه في المدرسة السّيّارة السّلطانيّة في «كرمانشاهان».