لمعارضة القرآن عجز منهم ، فيكون معجزا ، لأنّ معنى المعجز : هو ما عجز الغير عن الإتيان بمثله ، فثبت أنّ القرآن معجزة (١).
وكذلك صدر عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم معجزات كثيرة كانشقاق القمر (٢) ، ونبوع الماء من بين أصابعه (٣) ، وشكاية النّاقة (٤) (٥) ، وكلام الذّراع المسمومة (٦) ،
__________________
(١) «ج» : معجز.
(٢) انشقّ القمر له (ص) بنصفين بمكّة في أوّل مبعثه ، وقد نطق به القرآن ، وقد صحّ عن عبد الله بن مسعود ، أنّه قال : انشقّ القمر حتّى صار فرقتين ، فقال كفّار أهل مكّة : هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة ، انظروا السّفّار ، فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق ، وإن كانوا لم يروا ما رأيتم فهو سحر سحركم به ، قال : فسئل السّفّار ـ وقد قدموا من كلّ وجه ـ فقالوا : رأيناه. إعلام الورى : ٣٨.
(٣) وذلك أنّهم كانوا معه في سفر ، فشكوا أن لا ماء معهم ، وأنّهم بمعرض التّلف وسبيل العطب ، فقال : كلّا ، إنّ معي ربّي ، عليه توكّلت ، ثمّ دعا بركوة فصبّ فيها ماء ما كان ليروي ضعيفا ، وجعل يده فيها ، فنبع الماء من بين أصابعه ، فصيح في النّاس فشربوا وسقوا حتّى نهلوا وعلوّا وهم ألوف ، وهو يقول : أشهد أنّي رسول الله حقّا. إعلام الورى : ٣٢.
(٤) «ج» : البعير.
(٥) وذلك عند رجوعه إلى المدينة من غزاة بني ثعلبة ، فقال : أتدرون ما يقول هذا البعير؟ قال جابر : قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنّه يخبرني أنّ صاحبه عمل عليه حتّى اذا أكبره وأدبره وأهزله أراد نحره وبيعه لحما ، يا جابر اذهب معه إلى صاحبه فأتني به ، قال : قلت : والله ما أعرف صاحبه ، قال : هو يدلّك ، قال : فخرجت معه حتّى انتهيت إلى بني حنظلة أو بني واقف ، قلت : أيّكم صاحب هذا البعير؟ قال بعضهم : أنا ، قلت : أجب رسول الله (ص) ، فجئت أنا وهو والبعير إلى رسول الله (ص) ، فقال : بعيرك هذا يخبرني بكذا وكذا؟ قال : قد كان ذلك يا رسول الله ، قال : فبعنيه ، قال : هو لك ، قال : بل بعنيه ، فاشتراه رسول الله (ص) ثمّ ضرب على صفحته ، فتركه يرعى في ضواحي المدينة ، فكان الرّجل منّا إذا أراد الرّوحة والغدوة منحه رسول الله (ص) ، قال جابر : فرأيته وقد ذهبت دبرته ، ورجعت إليه نفسه. إعلام الورى : ٣٩.
(٦) وهو أنّه اتي بشاة مسمومة أهدتها له امرأة من اليهود بخيبر ، وكانت سألت أيّ شيء أحبّ إلى رسول الله (ص) من الشّاة؟ فقيل لها : الذّراع ، فسمّت الذّراع ، فدعا (ص) أصحابه إليه فوضع يده ، ثمّ قال : ارفعوا فإنّها تخبرني بأنّها مسمومة.
قال الفضل بن الحسن الطّبرسي : ولو كان ذلك لعلّة الارتياب باليهوديّة ، لما قبلها بدءا ولا جمع عليها أصحابه وقد كان (ص) تناول منها أقلّ شيء قبل أن كلّمته ، وكان يعاوده كلّ سنة ، حتّى جعل الله ذلك سبب الشّهادة ، وكان ذلك بابا من التّمحيص ، ليعلم أنّه (ص) مخلوق. إعلام الورى : ٣٥.