منقولة عن خطّ ولد المصنّف الشّيخ ضياء الدّين عليّ بن محمّد بن مكّي الشّهيد الأوّل ، والكاتب هو الشّيخ محمّد عليّ بن سلوة النّجفيّ في النّجف الأشرف يوم السّبت السّابع والعشرين من جمادى الاولى سنة ٩٨٦ ق ، نقلها عن نسخة كتابتها في الثّامن عشر من المحرّم سنة ٨٣٧ ق وكتب على الهامش أنّها قوبلت مع كتاب شيخنا الشّيخ زين الدّين بن إدريس فرّوخ ، بحسب الجهد والطّاقة ، وأيضا كتب على الهامش ما نصّه : وفاة العالم العامل الشّيخ يحيى بن قاسم الكاظميّ يوم الجمعة ٢٦ المحرّم سنة ١١٣٧ ق ، وفي آخرها بخطّ غير كاتب النّسخة ، لكنّه عتيق ، نقلا عن خطّ الشّيخ حسن بن راشد الحلّيّ ، ما لفظه :
توفّي شيخنا الإمام العلّامة الأعظم أبو عبد الله المقداد بن عبد الله السّيوريّ ـ نضّر الله وجهه ـ بالمشهد المقدّس الغرويّ ـ على مشرّفه أفضل الصّلوات وأكمل التّحيّات ـ ضاحي نهار الأحد السّادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة ٨٢٦ [ق] ودفن بمقابر المشهد المذكور ، وكان ـ بيّض الله غرته ـ رجلا جميلا من الرّجال ، جمهوريّ الصّوت ، ذرب اللّسان ، مفوّها في المقال ، متفنّنا في علوم كثيرة ، فقيها ، متكلّما ، أصوليّا ، نحويّا ، منطقيّا ، صنّف وأجاد ، صنّف في الفقه «كنز العرفان في فقه القرآن» ؛ كتاب قصره على الآيات المتضمّنة للأحكام الشّرعيّة ، فأحسن تصنيفه ، وكتاب «اللوامع الإلهيّة» في علم الكلام ، وشرح مختصر شيخنا نجم الدّين أبي القاسم بن سعيد المسمّى ب «النّافع» ، شرحا أكثر فيه الإجادة ، وأظهر الإحكام والإجادة ، وبلغ الحسنى وزيادة ، ولا يشبه بغيره من الشّروح البتّة ، يعرف ذلك من وقف عليها وعليه ، وشرح «الفصول النّصيريّة» في الكلام ، وشرح «تجريد البلاغة» للشّيخ ميثم البحرانيّ ، بسؤال العبد الكاتب ـ يعني نفسه ـ وقابلت معه بعضه. ورتّب «قواعد» الشّيخ شمس الدّين محمّد بن مكّي ترتيبا اختاره ، وبحثت معه شيئا منها ، فقطع المباحثة لأمر لم يطلعني عليه ، ومنع من اتمام كتابتها ، وقال إنّي ما كتبتها إلّا لنفسي ، وإنّي لا أكتبها أحدا ، وكان كما قال ـ رحمهالله ـ فإنّه لم يكتب بعد تلك المباحثة ... وله «شرح نهج المسترشدين» في علم الكلام شرحا حسنا ، وله غيره [وهنا