في خطبة الأشباح : « . . بل تعاهدهم ( العىاد ) بالحجج على ألسن الخيرة من أنبيائه ، ومتحمّلي ودائع رسالته ، قرْناً فقرناً ، حتّىٰ تمّت بنبيّنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم حُجَّتُهُ وبلغ المَقْطَعَ عُذْرُهُ ونُذُرُهُ » |
٥٠١ |
في كلام له يحكي فيه عن صاحب التقوىٰ : « قد أحياء عقلهُ ، وأمات نفسهُ ، حتىٰ دَقَّ جلبلهُ ولَطَفَ غَليظُهُ ، وَبَرَقَ لَهُ لامِعٌ كثير البرق ، فأبان له الطريق ، وسلك به السبيل ، وتدافعته الأبواب إلىٰ باب السلامة ، ودار الاقامةِ ، وَثَبَتَتْ رِجلاهُ بِطَمَأنينةٍ في بَدَنِهِ قي قرار الأمن والراحة ، بما استعمل قلبه ، وأرضي ربَّهُ » |
٥١٢ |
قال عند تلاوته قوله سبحانه : ( يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ
وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ ) قال : « إن الله سبحانه جعل الذِّكر جلاءً للقلوب ، تسْمع به بعد الوقْرَة ، وتبصِر به بعد العشْوة ، وتنقاد به بعد المعاندة وما برحَ الله ـ عزّت آلاؤُه ـ في البُرهة بعد البُرهة ، وفي أزمان الفترات ، عباد ناجاهم في فكرهم ، وكلّمهم في ذات عقولهم ، فاستصبحوا بنور يَقظَةٍ في الأبصار والأسماع والأفئدة ، يُذكّرون بأيام الله ، ويُخَوّفون مقامه ، بمنزلة الأدلّة في الفلواتِ . . . إلى أن قال : وإنّ للذِّكْرِ لَأهلاً أحذُوه من الدنيا بدلاً ، فلم تَشغَلهُمْ تجارةٌ ولا بيعٌ عنه يقطعون به أيام الحياة ، ويهتفون بالزواجر عن محارم الله ، في أسماع الغافلين ، ويأمرون بالقسط ، ويأتمرون به ، وينهون عن المنكر ويتناهون عنه ، فكأنّما قطعوا الدنيا إلى الآخرة ، وهم فيها ، فشاهدوا ماوراء ذلك ، فمأنّما أطلعوا غيوب أهل البرزخ في طول الإقامة ، وحققت القيامة عليهم عدالتها فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا ، حتّىٰ كأنّهم يرون ما لا يرىٰ
|
|