وفيهم نزلت هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ) (١).
وقال قتادة في قوله : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٢) قال : سلمان ، وابن سلّام ، وتميم الدّاريّ (٣). وقال قرّة بن خالد ، عن ابن سيرين : جمع القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبيّ ، وعثمان ، وزيد ، وتميم الدّاريّ (٤).
أيّوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهلّب قال : كان تميم الدّاريّ يختم القرآن في سبع (٥).
وقال عاصم بن سليمان ، عن ابن سيرين : إنّ تميما الدّاريّ كان يقرأ القرآن في ركعة (٦).
وقال عمرو بن مرّة ، عن أبي الضّحى ، عن مسروق قال : قال لي رجل من أهل مكة : هذا مقام أخيكم تميم الدّاريّ ، صلّى ليلة حتّى أصبح
__________________
(١) سورة المائدة ، الآية ١٠٦ ، والحديث أخرجه البخاري في الوصايا ٥ / ٣٠٨ باب قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) ، والترمذي (٣٠٦٢) ، وأبو داود (٣٦٠٦).
(٢) سورة الرعد ، الآية ٤٣.
(٣) أخرجه ابن جرير في التفسير ١٣ / ١٧٧ من طريق محمد بن عبد الأعلى ، عن محمد بن ثور ، عن قتادة. وقال ابن كثير في تفسيره ٢ / ٥٢١ : والصحيح في هذا أن (ومن عنده) اسم جنس يشمل علماء أهل الكتاب الذين يجدون صفة محمد صلىاللهعليهوسلم ونعته في كتبهم المتقدّمة من بشارات الأنبياء به ، كما قال تعالى : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ). وقال تعالى : (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ) وأمثال ذلك مما فيه الإخبار عن علماء بني إسرائيل أنهم يعلمون ذلك من كتبهم المنزلة.
(٤) أخرجه ابن سعد ٢ / ٣٥٥ من طريق مسلم بن إبراهيم ، عن قرّة بن خالد ، عن ابن سيرين ورجاله ثقات.
(٥) أخرجه ابن سعد ٣ / ٥٠٠ من طريق عفان بن مسلم ، أخبرنا وهيب ، أخبرنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهلّب ، وإسناده صحيح ، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٧٣٨.
(٦) تهذيب تاريخ دمشق ٣ / ٣٥٩ الزهد لابن المبارك ٤٥٢ ، ٤٥٣ رقم ١٢٧٧ ، صفة الصفوة ١ / ٧٣٨.